ابوغنيمة عن نتائج المهندسين : " وتلك الايام نداولها بين الناس"
د.احمد زياد ابو غنيمة
05-05-2018 04:43 PM
اذكر ان والدي رحمه الله كان في اواخر السبيعينيات احد مسؤولي الجهاز النقابي في الإخوان؛ حيث عمل مع ثُلّة من اخوانه ( اذكر منهم العم المرحوم تحسين خريس والعم الاستاذ ابراهيم غوشه اطال الله في عمره ) على اقتحام ميدان العمل النقابي في مختلف النقابات؛ قدموا فيها نقباء واعضاء مجالس إسلاميين ( بمعنى منظمين حركيا ) وغير اسلاميين؛ فازوا مرات عديدة وخسروا مرات اخرى... إن فازوا كانوا يحمدون الله على ذلك الفوز؛ وإن خسروا كانوا يشكرون الله كذلك على تلك الخسارة، يشكرون الله في حالتي الفوز والخسارة؛ فالفوز يعني عِظم امانة المسؤولية؛ والخسارة تعني درسا لا بد من معرفة اسبابه لتلافيها فيما بعد.
منذ بداية التسعينيات بدأ صعود الاسلاميين على سِدة النقابات المهنية نقباء واعضاء مجالس؛ وكانت نقابة المهندسين الأنموذج الذي يُحتذى به بين النقابات في ذلك الوقت؛ لأعداد منتسبيها من ناحية ولدورها المهني والوطني الرائد والحيوي.
تسلّم الاسلاميون نقابة المهندسين منذ العام 1991 قدموا خلالها لمهنتهم ووطنهم الشيء الكثير؛ وقدموا نقباء واعضاء مجالس كانوا قامات نقابية ووطنية يعتز بها الجميع ناهيك عما قدموه للمهندسين من مشاريع ريادية واستثمارية اوصلت صندوقهم التقاعدي الى مصاف الشركات الكبرى.
بالتاكيد هناك انجازات وفي نفس الوقت هناك إخفاقات في بعض المراحل؛ وهذا لا ينفي انهم كانوا دوما حريصين على صناديقهم الاسنثمارية وواجباتهم المهنية والوطنية على الدوام.
التغيير سُنّة من سُنن الحياة ؛ وخسارة الاسلاميين لمجلس نقابة المهندسين لا تعني ابدا نهايتهم فيها ( كما كتب لي احد الرفاق من الصحفيين انهم لن يعودوا اليها )؛ فالنظر في اسباب هذه الخسارة ودراستها واخذ العبر والعظات منها هو الكفيل بعودتهم لقيادة النقابة؛ هذا من ناحية؛ ومن ناحية اخرى فإن اداء مجلس النقابة الجديد الذي أبارك له ثقة الهيئة العامة به هو المقياس الآخر الذي سيُحدد مسار النقابة في الفترات القادمة؛ فإنني آمل ان يكون هذا المجلس صاحب قرار دون إملاءات او الإستجابة ل" الألو " ودون عقلية الثأر والإنتقام والعصبية التي خيّمت على بعض انصاره في حملتهم الانتخابية.
اجدد مباركتي لعطوفة النقيب م. احمد سمارة الزعبي ولنائبه الصديق العزيز م. فوزي مسعد ولكافة اعضاء المجلس الكرام .
اما الاسلاميون في نقابة المهندسين فسيبقون الرقم الاصعب الذي اجتمع كل الفرقاء من تيارات وأحزاب سياسية واجهزة الدولة لإزاحتهم - مؤقتا - من سِدة نقابة المهندسين بعد 27 عاما قدموا فيها الكثير لمهنتهم ووطنهم.
فرحة الرفاق من اليسار والشيوعيين والقوميين بالتحديد بفوز قائمة نمو متوقع منهم؛ فقد انتظروا 27 عاما حتى ظفروا بهذا الفوز على منافسيهم التاريخيين.
" وتلك الايام نداولها بين الناس"...