لماذا السكوت العربي إزاء تدنيس الأقصى؟
سلامه العكور
17-04-2009 04:36 AM
هذا الزحف المتواصل والمنظم من قبل قطعان اليهود الصهاينة نحو المسجد الاقصى المبارك لتدنيسه وانتهاك حرماته وخلخلة قواعده الاساسية بالحفريات المستمرة بهدف اسقاطه واقامة هيكلهم الوهم المعشعش في رؤوس احبارهم على انقاضه ، يجب ان يتوقف بكل الوسائل والسبل التي يقدر عليها العرب والمسلمون..
فالصمت العربي والاسلامي الذي يشجع اولئك الصهاينة المتطرفين واحبارهم على المضي في اعتداءاتهم على المسجد الاقصى المبارك والقبة المشرفة وعلى كنيسة القيامة وعلى مختلف المقدسات الاسلامية والمسيحية ، نقول هذا الصمت ينبغي ان يتوقف ليعلو الصوت العربي والاسلامي الحر المصحوب بتحركات سياسية ودبلوماسية على الساحتين الاقليمية والدولية ، ولدى الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي وجميع المنظمات الانسانية والحقوقية الدولية ، والمصحوب ايضا بتحذيرات بل وبانذارات ردع موجهة لاسرائيل... فلا يجوز ان يظل الصمت ازاء كل هذه الممارسات الصهيونية البشعة هو السمة الطاغية على السياسة العربية والاسلامية الرسمية..فقد تمادى العدو الاسرائيلي وعصاباته المتطرفة من المستوطنين ولم يعد يقلقهم او يخيفهم الموقف العربي الراهن بسبب ضعفه ووهنه وهشاشته..
وقد يراود الطغمة الاسرائيلية الحاكمة وعصاباتها فكرة ان النظام العربي الرسمي قد استسلم وبات مستعدا لتقبل الممارسات الاسرائيلية التوسعية والاستيطانية على حساب الاراضي والمقدسات الاسلامية والمسيحية ولو بالاكراه..
ان اقتحام 300 مستوطن لساحات المسجد الاقصى يوم الاثنين الماضي واقتحام اكثر منهم يوم امس الخميس ، منتهكين حرماته ومكانته في نفوس جميع المسلمين انما يدل على ان حكومة اسرائيل تشجع على هكذا ممارسات عنصرية غير عابئة بنداءات ودعوات السلام الصادرة عن جهات عربية او اقليمية او دولية والصادرة بصورة خاصة عن ادارة الرئيس الامريكي الجديد باراك اوباما وعن الاتحاد الاوروبي..
ان حماية المسجد الاقصى وجميع المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس وفي بيت لحم وفي الخليل وفي مختلف انحاء فلسطين من النهر الى البحر فريضة عين وواجب مقدس على جميع العرب والمسلمين..
ولا بد من اتخاذ مواقف واجراءات وتدابير عربية رادعة تجبر حكومة اسرائيل وعصاباتها من المستوطنين على الكف عن هكذا ممارسات تخريبية بشعة وجبانة..
وطالما ان حكومة نتنياهو- ليبرمان- يشاري العنصرية معادية للسلام والرافضة للالتزام باستحقاقاته ، فان على الجانب الفلسطيني والعربي الرسمي التفكير جديا بخيارات مفتوحة بديلة لمبادرة السلام العربية التي لن تظل طويلا على المائدة..
ويقينا ان جلالة الملك عبد الله الثاني سيطلع الرئيس اوباما واركان ادارته خلال زيارته القريبة لواشنطن على دور الحكومة الاسرائيلية الرامي الى اجهاض عملية السلام واغتيالها مطالبا بموقف امريكي حازم من هكذا سياسة اسرائيلية ومطالبا بدور امريكي يجبر حكومة اسرائيل الحالية او غيرها على الالتزام باستحقاقات السلام مع الجانب الفلسطيني على اساس حل الدولتين ، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة داخل حدود 4 حزيران 1967م..