سر طاقية الإخفاء ، فيلم كوميدي مصري من إنتاج عام 1959. يحكي عن صحفي يعثر على طاقية الإخفاء التي خلفها احتراق أحد العفاريت في مصنع ، الفيلم بالأبيض والأسود ينصح بمشاهدته لكن دون تقليده .

لكن لماذا أستدعي هذا الفيلم القديم ،الذي لا يعرفه أحد , بصراحة لقد إستهواني العنوان وأنا أبحث مع وزارة العمل في سر عدم عثورها على 700 ألف عامل وافد بلا تصاريح ويعملون مخالفين للقوانين فأكتشفت السر , هي طاقية الإخفاء بلا شك .

نعم .. يبدو أن هناك 700 ألف طاقية للإخفاء في الأردن عثر عليها 700 ألف عامل وافد لا تستطيع وزارة العمل أن تجدهم ولا تستطيع أن تقنعهم بتصويب أوضاعهم .

هذه كتلة بشرية هائلة في بلد صغير يعرف الجيران فيه بعضهم بعضا , لا يمكن أن تكون مثل هذه الكتلة مخفية وهي ليست مجموعة من الإبر في أكوام من القش هذا لغز محير من أوله الى آخره يتعاقب عليه وزراء العمل منذ كانت وزارة ويدورون في فلك ذات الرواية .

لا تستطيع وزارة العمل أن تسوق هذه الرواية الى ما لا نهاية لتبرير حجم البطالة في الأردن ولوم الأردنيين لعدم إلتحاقهم بسوق العمل المهني , وأظنهم يعملون لا بل يتشبثون بأية فرصة عمل متاحة لو أنها أتيحت فعلا , المسألة التي يجب أن نعترف بها هنا هي أن فرص العمل شحيحة وأن العمالة الوافدة ،لا تشغل فرصا يستطيع أن يشغلها الأردني المحتاج لكل قرش وتعريفة , ولا تحدثني هنا عن وظيفة حارس عمارة, عندها سأفقع من الضحك , من قال أن المصري الذي قبل بوظيفة حارس عمارة راض بظروف هذه الوظيفة , أنا في الحقيقة لم أسمع أن أردنيا عمل بذات الظروف في أوروبا ولا حتى عربيا كحارس عمارة يعيش في قبو .

حدثني عن مهن لها مستقبل وقابلة للتطور , هل تستطيع أن تفعل عبر كل تلك البرامج , أظن أن الأردنيين سيلتحقون بل قد إلتحقوا فعلا بهذه البرامج لكن هل منحتهم المستوى المطلوب من الإحتراف , وهل قبلهم صاحب العمل بمستوى ما حصلوا عليه من تدريب .

وفي الأرقام أيضا , نعود الى مناقشة ذات الرواية ففي آخر تعداد عام للسكان والمساكن بلغ عدد المصريين حوالي 636 ألفا يتركز اغلبهم في محافظة العاصمة بعدد 390 الفا فمن أين جاء المليون , يفترض أن يتناقص هذا العدد منذ تلك الفترة مع حملات التفتيش والتسفير التي لا تهدأ ليل نهار في رحلة البحث عن مجموعة من الإبر المختبئة في أكوام من القش قوامها 400 ألف إبرة فيا لحظ أكوام القش الثرية بالإبر التي لا يمكن لعدسات وزارة العمل وقوى التفتيش الجبارة التي لا تجدها .

هي طاقية الإخفاء إذا سبب إختفاء 700 ألف عامل وافد عن أعين فرق التفتيش , ويطالب وزير العمل أن يقوم 700 ألف أردني بمهام الفرق لأن ال 700 ألف الأولين أعداء لهم سرقوا فرص العمل من تحت وساداتهم .

أظن أن على الوزارة أن تبحث عن طاقية الإخفاء لتبطل سحر إختفاء هذه الكتلة البشرية الهائلة التي تعادل سكان محافظات الكرك والطفيلة ومعان والعقبة .

الرأي