فيزيائياً المسافة بين العقل والقلب لا تتجاوز طول المسطرة أي حوالي ثلاثين سنتيمتراً أو أقل بقليل، ورغم ذلك شتان بين اللغتين، فاﻷولى لغة تحليل ومقاربة وتمحيص وحسابات ومنطق وتفكير وموقف ...إلخ، والثانية لغة عاطفة وفزعة ورومانسية... الخ وأحياناً غوغائية وخيال:
1. المسافة الواقعية بين اللغتين تتجاوز المكان، وكأن اﻷولى في المشرق والثانية في المغرب، فالفيزياء والكيمياء من الواجب تناغمهما.
2. نحتاج دائماً للغة العقل في المواقف الصلبة والحاسمة، بيد أننا نحتاح للغة القلب والعاطفة إبان المواقف اﻹنسانية.
3. غالباً المرأة تحكمها لغة العاطفة وقليل من الرجال يحتكم لهذه اللغة إلّا عند الفزعات أو المواقف المرتبطة بالرأفة واﻹنسانية.
4. لا يمكن ﻹنسان واع أن يعيش دون توافقية وتكاملية بين اللغتين لغايات الحكمة في إتخاذ القرار.
5. بعض الناس هذه اﻷيام لا يؤمن باللغتين، بيد أنه يفضل لغة المال والمادية في خضم عالم الرأسمالية، وهذا ما لا يجعل للحياة سوى الطعم المادي الزائل.
6. مع الزمن والنمو الفكري للإنسان ووصولية لحالة النبوغ الفكري والعاطفي يصبح التناغم بين اللغتين جُلّ واضح، وغالباً تطغى لغة العقل على العاطفة مع كبر سن اﻹنسان وأقلها التكاملية بينهما، ولهذا يتجلى اﻹبداع والتميز في نهاية العمر.
بصراحة: المواءمة بين لغتي العقل والقلب جلّ مهمة في هذا الزمان، فإن تاهت بوصلة إحدى اللغتين تُسندها الأخرى.