جورج حواتمة يحاضر في أُكسفورد عن "الإعلام العربي في العصر الحديث"
03-05-2018 09:31 PM
لندن – عمون - ألقى الإعلامي الأردني المخضرم جورج حواتمة مساء الثلاثاء محاضرة في جامعة أكسفورد البريطانية العريقة تحت عنوان:"الإعلام العربي في العصر الحديث"، وذلك بدعوة من مركز الشرق الأوسط بكلية سانت أنتوني للدراسات العليا.
وتحدّث الزميل حواتمه، وهو يشغر حاليا منصب رئيس مجلس إدارة الإذاعة والتلفزيون الأردني، أمام حشد من الطلبة والإعلاميين والأكاديميين عن المنعطفات التي مرّ بها الإعلام العربي منذ نهايات القرن الماضي والتحديات التي تعصف بمحطّاته وسط ضعف الإبداع ومحاولات التجديد خصوصا مع انطلاقة الثورة الصناعية الرابعة وأيضا الثورة المعلوماتية الرابعة. كما أضاء على الفرص المتبقية لإنقاذ الصحافة التقليدية وتطويرها خصوصا في ضوء صعود منصّات التواصل الاجتماعي والإعلام الالكتروني وانتشار صحافة المواطن والمدونات والتعليقات.
وشرح رئيس تحرير (الجوردن تايمز)، (الرأي) و(الغد) بين 1982 و2008 تأثير ثنائية السلطة ورأس المال على مخرجات العمل الصحفي في الدول العربية. وأشار إلى صعوبة إحداث توازن بين الاعتبارات التجارية وتأثير رجالات السياسة وضمان "موضوعية مطلقة، حيدة خالصة أو معايير مهنية مجردة" من التأثيرات الخارجية.
واستعرض الزميل حواتمة تجربته في إدارة صحف أردنية وإسهاماته في كتابة مقالات وأبحاث لصحف غربية عن الإعلام والسياسة في الشرق الأوسط في حقب مختلفة. كما قدّم رؤية إطارية لسياقات الإعلام العربي في العصر الحديث، بما في ذلك الاذاعة والتفزيون والاعلام الترفيهي والرقمي، باعتبارها موضوعات غير مطروقة بشكل كاف ومفيد لحد الآن، فضلاً عما تتصف به الموضوعات من اللبس والسيولة المتجددة في مكوناتها، مشيراً إلى الفروق المنهجية المفترضة في تناول "الإعلام العربي" و"الإعلام باللغة العربية".
وشرح الزميل حواتمة أيضا عملية التوزّع والتنقل الجغرافي في مراكز الفعل والتجديد الإعلامي العربي خلال نصف القرن الماضي، متتبعاً حجم ونوعية التأثيرات التي أحدثها الإعلام الرقمي والفضائيات والسوشيال ميديا على الصحافة الورقية وأدوات الإعلام التقليدي.
وخلص إلى الدعوة نحو بناء توازنات في المجالات كافة؛ المهنية، السياسية والتجارية وصولا إلى ضبط إيقاع التشابكية مع الرأي العام. ولفت أيضا إلى ضرورة عزل غرف تحرير وسائل الإعلام عن الضغوط السياسية والتجارية وتحصينها للعمل بحرية وطمأنينة بكفاءة أكبر.
بخلاف ذلك، ستتفاقم أزمة الإعلام على الساحة العربية وسيخسر المعركة أمام مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت مرجعية رئيسة لجيل الشباب في غياب معايير احترافية وانضباطية لدى منصّات الإعلام التقليدي، حسبما أوضح المحاضر، خصوصا في ظل التطورات الجامحة التي ستخلقها الثورتان الصناعية والمعلوماتية الرابعة.
يذكر أن الزميل حواتمة – الذي تخرّج من جامعة لندن (كلية الملكة ماري) عام 1976 - تلقّى دعوة مفتوحة زمنيا من "كلية سانت أنتوني- مركز الشرق الأوسط" لإجراء أبحاث وتأليف كتاب عن تجربته في الإعلام والسياسة. ويتوقع أن يبدأ هذا المشروع في خريف العام الحالي هذه توافرت الظروف العملية لبدئه