ايها الأردنيون: راقبوا ابنائكم راقبوا أموالكم
زيد احسان الخوالدة
03-05-2018 12:39 PM
إن رسم الابتسامة على وجوه الناس عبادة وطاعة وتوطيد للعلاقات الإنسانية وتسهم في جمالية ملامح المجتمع ومرهم أمل لمن اثقتله اوجاع البدن والفقر والبطالة والحرمان وفراغ الوقت في عالم أضحت فيه المادة العنوان والغاية بأي وسيلة ضاربة أثارها في أمن الإنسان النفسي والغذائي والإجتماعي بل وتصل إلى حروب باردة وساخنة في عالم تحكمه تجارة السلاح والسياسية وخريف العرب المشؤوم شعوب كاملة تسكن الخيام.
تسارعت وبشكل ملحوظ ظاهرة العمل التطوعي المجتمعي الخدمي وفي اتجاهات ومناحي عديدة ومن كثرتها يختلط الأمر علينا من الذي يدعمها ويرعاها.. ما هي اجنداتها واهدافها إن كانت بريئة أو ليست كذلك..لا ننكر اهميتها ودورها في التنمية وخدمة المجتمع والإسهام في حل كثير من أعراض بؤس الحياة. لكن اليقظة مطلوبة الى الحد الذي فيه نستطيع التعامل معها والتركيز على الفائدة الإيجابية...
نعم يستطيع أن يتسلل إليها البعض بهدف الشهرة أو خوض الانتخابات أو الرغبة في التغيير الإيجابي البناء وربما يدخل عليها من يتاجر بهموم الناس بغية المنفعة المادية حتى عبر صفحات الفيسبوك..
لا ضرر ولا ضرار .. ليس هناك مانع من المجتمع أن يتغير لكن المطلوب أن يكون هذا التغيير الإيجابي بناء وهادف ويقوم عليه أو يستشار لأجله من أصحاب الفكر. لأن الخلطات السريعة في احسن أحوالها إما أن تكون غير مفيدة أو غير مؤثرة. وجانبها المظلم عندما يتدخل بها أفراد بدافع شخصي لبث أفكارهم ومعتقداتهم بطريقة تبدو بريئة لكي تبقي الباب مفتوحا أمام الحرية والعدالة الاجتماعية بشعارات يستهلكها البائسون و لا تزيدهم الا سخطا..
أما الخطر الأكبر الذي قد ندفع ثمنه جميعا هو عدم تمحيص هذه المبادرات ومعرفة الغث من السمين والطيب من الخبيث والمال الابيض من الاسود فإن اسرع طريقة لتدمير أمة هو العبث بعقول شبابها وأبنائها في عمر يكون فيه العقل عطش لأي فكرة يحولها الى فعل وطاقة..
لذلك مطلوب من القطاع العام أن يقوم بواجباته على أتم وجه وتطوير قدراته الخدمية والتفاعل مع المجتمع والأهالي واولياء الامور.
مطلوب من المدرسة والمسجد والجامعة ووزارتي الشباب والتنمية أن يكونوا هم أهل السبق في المبادرات البناءة من تأثيث غرفة صفية أو دفع فاتورة مريض أو مسابقات علمية ورياضية ودينية بل والتعليم الحرفي في أوقات الصيف للطلبة المقبلين على الثانوية فإن الفراغ مفسدة والعمل والعلم والحرفة حصانة وعبادة.
ولا بدّ أن نؤكد أن هناك كثير من المبادرات والفعاليات ذات أهداف إيجابية وطيبة ما تفيد المجتمع وتوجه طاقات الشباب نحو بناء الوطن.