مسيحيو الشرق يجتمعون من جديد
الاب رفعت بدر
02-05-2018 12:52 AM
تم الإعلان قبل أيام عن «قمة روحية» جديدة لمسيحيي الشرق، ستعقد في تموز المقبل، وهذه المرة في مدينة باري الإيطالية. إنّ مسيحيي الشرق، وهي التسمية الأكثر تداولاً اليوم نظراً لأنها لا تسقط في إشكاليات التسميات بحسب الوقع السياسي لها، قد أصبحوا «قضية» بعدما كان الحديث عنهم من باب الإنجاز والحضور المشرف والمؤثر في كل المناطق العربية خاصة ومنطقة الشرق عامة، وبعد أن تعرّض مسيحيون كثر لما هو أكثر من المضايقات بل وصلت إلى مرحلة الاضطهاد الديني، في بعض الأماكن وبالأخص على أيدي التطرّف والجماعات الإرهابية التي تتخذ شعار «الإقصاء» منهج حياة لها.
أما في بلدان اخرى نجت من تهم «الاضطهاد» السافر كما في بلدان شقيقة أخرى، فهنالك حديث عن «التمييز» الديني، وقد اصبح الحوار في بلدان اخرى شكليًا فقط، وهنالك رغبة شعبية في أن تُحترم حرية إقامة الشعائر الدينية، أو حرية العبادة، لكي ترتقي إلى مستوى الحرية الدينية المتكاملة، ومنها حرية الضمير وحرية المعتقد وحرية التعبير الديني.
ليس هذا هو الاجتماع الأول لمسيحيي الشرق، فقد اجتمعوا في الفاتيكان في شهر تشرين أول عام 2010 فيما يسمّى سينودس الكنيسة الكاثوليكية، كما التقى البابا فرنسيس بمسيحيي الشرق في الأردن والأرض المقدسة إبّان زيارته عام 2014، إلا أنّ هذا الاجتماع الذي دعا إليه البابا شخصيًا، فهو «مسكوني» لجميع الكنائس بتنوّعاتها وفسيفسائها، وهو لقاء «صلاة» أكثر منه نقاشات سياسية، حيث يعقد في مدينة باري، بلد القديس نيكولاس، المعروف كمدافع عن الضعفاء والمظلومين حيث أصبح (سانتا كلوز) رمزاً للعمل الخيري، الذي يجمع الشرق والغرب، في صلاة واحدة من أجل وحدة المسيحيين، على الأقل قلبياً ووجدانياً، قبل الحديث عن التوحيد الإداري والمؤسساتي.
نتمنّى من اليوم النجاح لهذا الحدث الكبير، ونصلي من أجل نجاحه، وسيكون بلا شك حواراً مسيحياً مسيحياً، ولكنّه لن يتناسى أن الحوار الكنسي الداخلي سيحثّ سكان المنطقة على المضيّ قدماً في تعزيز الحوار الاسلامي المسيحي، فهذا، بلا شك، عصب أساسي لإشاعة العدالة والسلام والمساواة بين جميع البشر، وبالأخص سكان هذه المنطقة الخارجة للتوّ من نيران كثيرة.
الرأي