كل العواصم في العالم , الصباح فيها مرتبط بالأمل والفرح..وبانتظار صديقة , تأخرت قليلا عن موعد الباص..بانتظار بائع القهوة , أن يضع مزيدا من الحليب..وتسمع ضحكات سيدة , تتحدث على جوالها ولا تعرف مع من تتحدث , ولكنها فرحة ومستعجلة ورائحة عطرها ذوبت أحد المارة..
كل عواصم العالم صباحاتها مرتبطة بالأمل بحركة الناس , بلقاء صديق أو رفيقة , أو حبيبية...نسيت معطفها , وكان من الهواء البارد أن صنع حمرة على أنفها , ورجفة في الفكين..ولكن سيأتي رجل ربما يعرفها من زمن وسيمنحها معطفه...
إلا نحن صباحاتنا مختلفة عن كل الصباحات في عواصم العالم..نحن صباحاتنا مرتبطة بـ ( طل النشمي من الخندق)..بنقص إبر الأنسولين في صيدليات مستشفى البشير , باستشاري جراحة القولون..يتحدث عبر الشاشة الوطنية عن كيفية معرفة حجم الورم في القولون...(بالمطبات) التي وضعتها الأمانة في حي (الونانات) في ماركا علما بأن الحي لا يحتاج مطبات...بحجم رغيف الخبز وعملية الغش المبرمجة التي يمارسها مخبز ما في عمان...
صباحاتنا مرتبطة , بمناقشة أمر الشادر على (القلاب) وهل من الممكن أن يتعرض سائق القلاب إلى مخالفة..في حال أنه لم يقم (بتشدير)..الحمولة , وحتى نحصل على إجابة تقوم مذيعة متصابية باستضافة , مدير السير ويحدث بينه وبين سائق القلاب جدل حاد...وفي النهاية يتم (تشدير) الحمولة...
إذا قدر لي أن أطلب شيئا من الحكومة فسأطلب أن تستورد لي صباحا جديدا غير تلك الصباحات التي مللناها ...
ويسألني صاحبي : ليش بتجي منكد ع الشغل ؟
الرأي