أمة لا تتعلم .. « الدرس الكوري » مثال !
رجا طلب
30-04-2018 12:35 AM
عندما قرر ترمب نقل سفارة بلاده الى القدس الشرقية واعتبارها عاصمة ابدية لاسرائيل عجز العرب عن اتخاذ أي قرار من شانه احداث الضرر للولايات المتحدة الاميركية رغم منسوب الصوت الاحتجاجي العالي والعالي جدا ، وكتبت بعد القرار بايام مقالا قلت فيه ان المطلوب تطويق القرار على الارض ومنع أي دولة في ان تحذو حذو واشنطن ، وهو امر يتطلب من الدول العربية اتخاذ اجراءات عقابية رادعة لكل دولة تحذو حذو الولايات المتحدة غير ان التشرذم الحاصل في الجسد العربي افشل امكانية تحقيق ذلك بعدما باتت « الجامعة العربية « مجرد « رابطة « لدول تقيم علاقات مع بعضها البعض على ارضية من التوافق المزاجي او التوافق المصلحي الذي لا ياخذ بالحسبان المصلحة القومية العليا التى بنيت وتاسست على « اساسها « الجامعة العربية عام 1945 في اعقاب الحرب العالمية الثانية التى هدمت منظومة عصبة الامم ، واسست نظام الامم المتحدة الذي ثبت عمليا و بعد 73 عاما من عمره فشله الذريع في اقامة نظام عالمي بديل اساسه العدل والمساواة بين الدول ، وتحديدا حيال القضية الفلسطينية « ام القضايا العادلة « ، والتى اصبحت رمزا للعرج والاعاقة اللتين تعاني منهما منظومة الامم المتحدة.
الحماس لردع الدول التى ستتبع واشنطن في نقل سفارتها الى القدس الشرقية واتخاذ اجراءات عقابية بشانها لم يكن متساويا داخل منظومة الجامعة العربية فبعضها كان فاترا وبعضها الاخر كان منعدم التفاعل والبعض القليل جدا كان يتفلت من اجل دفع الجامعة لقرار يلزم الجميع باتخاذ قرار جدي ، ومن المؤسف ان بعض الدول قالت في الكواليس « لكل دولة الحق في ممارسة سيادتها وفقا لمصالحها « ، وهذا المنطق كان القصد منه ترك القضية الفلسطينية في مهب الريح وترك الشعب الفلسطيني ووفق المثل الشعبي الشامي « يخلع شوكوا بايدوا « ، لذلك وجدنا كلا من غواتيمالا و هندوراوس واليوم التشيك ورومانيا ستلحق بواشنطن في نقل سفاراتها الى القدس الشرقية.
في الكواليس بين بعض الدول العربية ابدت عواصم معينة الخوف من رد الفعل الاميركي في حال اتخذت الجامعة العربية قرارات عقابية ضد الدول التى ستنقل سفاراتها الى القدس الشرقية وهو مبرر يؤكد ويعمق مازق العرب في التعامل مع المنظومة العالمية ومع النظام الدولي الجديد الذي تاسس في عهد ترمب على ارضية الابتزاز والقرصنة السياسية.
لقد صفعت الكوريتان ترمب صفعة تاريخية بعد ان كسرتا حاجز الخوف والتخوف من بعضهما البعض والتقى كل من رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون ورئيس كوريا الجنوبية” وكان مون جي-إن “ واصدرا بيان سلام اخرج ترمب من دائرة ابتزازهما وعطل مشروعه في العيش على تناقض مصطنع بين الدولتين الشقيقتين.
بعض العرب لا يستطيعون اتخاذ قرار بدون استشارة موظف من الدرجة الثالثة في الخارجية الاميركية او الدفاع او مجلس الامن القومي ، وباتت القضية الفلسطينية ومعها القضية السورية مجرد صداع لهذه الدول لا اكثر ولا اقل وكل ما يحتاجه راس هذه العواصم هو « بندول اميركي « ، يوقف الشعور بالالم ولكنه لا ينهيه.
والسؤال هل تعلمنا من المثال الكوري وقبله امثلة كثيرة منها تحديدا الاستقلال الالماني الكامل عن اميركا وتحولها الى اسد سياسي واقتصادي في وجهها وكذلك النموذج الياباني الذي هزم اميركا على كل الصعد
الجواب: لا اعتقد
الرأي