{ اللوّزي .. مُصلِحاً ؟! }ممدوح ابودلهوم
26-04-2007 03:00 AM
[ حين يترجلُ رمزٌ وطنيٌّ في قامة الشيخ ( مفلح اللوزي ) رحمه الله ، تحضرُ من فورها عرائسُ الذكريات ممتطيةً ركائبَ الماضي صدىً للنداء الحزين ،كي تصطف تحت غيمٍ راح يُجللَّ سماء ( الجبيهة ) الطيبة – كجزء خصيبٍ وركن حبيبٍ من ( بلقاء ) الرجال ، صامتةً كأن على الهاماتِ قبل الأعناق طير الفجيعة ، وكذا سُطرّت خاتمة الحكاية برحيل الشيخ الجليل ، ونفهم أن الصهيل اليوم أمام مضارب القبيلة ، يعني أن نفتح باب الوطن على مصراعيه ، كي نرى إلى قمحه الطيب في صبحه الأصيل ، فيسمو آنئذٍ الحديثُ الرضيُّ الطيبُ بالرجال الرجال – الذين كانوا ، ذات زمنٍ صافٍ باسلٍ .. مونقٍ وريّان ، وراء أمانة تخليد تاريخ الأردن (الشفويَ) .. (المحفوظ) في أعلى هاماتهم الطاهرة .. أمانةً وانتماءً ، (المروي) على ألسنتهم العفيفة الشريفة .. حكمةً وشعراً ، وعليه يصبح هذا الحديثُ واجباً أخلاقياً ، قد يرقى في أعلى عناوينه إلى علياء الإنعتاق الوطني . أعترفُ هنا وقبل أن تأخذني أجياشُ الحزن من عرائس الذكريات في حضرة الوطن ، أنني أُجاهدُ قصارايَ كي لا أُشخصنَ هذا البوح ، إذ تربطني بالراحل الجليل صلاتُ نسبٍ ووشائجَ قربى ، ثم لأنني .. وهو الأهم ، أريدُ هنا أن أعرضَ وبإيجازٍ يحكمني وسطور هذه المقالة المتواضعة ، لمسيرة رجلٍ يحمل عبر مفاتيح شخصيته صفة الشيخ (حقاً) وكاريزما المُصلح (حتماً) ، فأبو صالح رحمه الله قد تسلم مقاليد أمور عشيرته (اللوزيين) ، بعد رحيل عمه الشاعر الشيخ عبد الله اللوزي (أبو قبلان) رحمه الله ، الذي كان من ندماء جلالة المغفور له الملك المؤسس عبد الله بن الحسين طيب الله ثراه في مجلسه الأدبي ، وهو القائل لقصيدة طويلة يرددها الأردنيون في سامر أفراحهم ومطلعها : ( اللوزي يِسوي مِثايل / ويشد من الهجن حايل ) ، فظل من بعده أبو صالح رحمه الله وبدعمٍ صادقٍ من رجال عشيرته الأقربين ، وعلى رأسهم ابن عمه و أخيه ورفيق عمره أستاذ الجيل : دولة الأستاذ أحمد اللوزي (أبو ناصر) أطال الله في عمره ، حافظاً للأمانة ما استطاع إلى ذلك سبيلاً في أن يضرب المثال الأمثل ، بمعنى أنه بقي رحمه الله (يسوي مثايل ) .. زعامةً رُشداً وشعراً ، في خدمة عشيرتيّه الصغرى (اللوزيين) والكبرى (الأردنيين) في مملكة الهواشم المحفوظة . ما أود قوله .. وللحديث حزنه المقيم ، أن الراحل العزيز – كوجيه معروف ورجل عمل عام : (شيخاً ورئيساً لبلدية الجبيهة فعضواً في المجلس الوطني الاستشاري ، ثم عضواً في مجلس أمانة عمان فعضواً في مجلس النواب ، وغيرها لعل آخرها عضويته في الهيئة العامة لملتقى كلنا الأردن) ، لم يقصر حياته الثّرة الملأى بكل كبير وبكل كريم ، فقط على هذه الواجبات المنوطة به آنفاً والموزعة على أقانيمَ شتى بما في ذلك إصلاح ذات البين ، بل تعداها – كقاضٍ عشائريٍّ ومصلحٍ اجتماعيٍّ ، إلى ما أميل إلى عنونته بالمنجز الأهم كأثر خالد بالتالي سيبقى يذكره الطيبون طويلاً ، وأعني مباشرةً أنه رحمه الله يكاد يكون واحداً بين قلة من زعامات البلاد ورجالها الميامين ، الذين جعلوا من الخطاب العشائري رافعة مفصلية من روافع الإصلاح السياسي في الأردن ، بل سأذهب إلى أبعد من ذلك بالقول أنه رحمه الله قد أشاعَ مناخاتٍ ، من شأنها أن تستقيم نظريةً أو تصطف عهداً يستوي بالمحصلة ميثاقَ شرفٍ عمليٍّ ، يوائم بين (الخطاب العشائري) .. مناقبَ و أخلاقاً وانتماءً قبلياً ، لكن يقبلُ القسمة ، في تمدده الإنعتاقيّ .. من الجزء إلى الكل ، على الوطن بأكمله ، وبين (الخطاب الوطني) .. إصلاحاً سياسياً وتنمية شاملة ، وهي موائمة لمسنا ترجمة معادلتها من التنظير إلى التطبيق عملياً على الأرض ، بحيث أننا نجد في أبناء هذه العشيرة (المثال) على الموائمة الواقعية بين الخطابين ، إذ منهم الوزير والسفير والقاضي والطبيب والعسكري والفلاح والعامل ورجل الأعمال (الخ) ، وبكلمة – وما زلتُ أقاوم ملائك تشخيص هذا البوح الحزين – فإن الراحل العزيز قد تركنا على المحجة الوطنية الساطعة ، عشائرياً وإصلاحيّاً ، ما يزيغ عنها إلا هالكٌ ، وإذا بقيَ لي من قطرة زيت أخيرة في قنديل هذا البوح ، فسأتركها دميعةً أسّاقطُ حزناً مع تساقطها من محجريّ عينيَّ المطفأتين ، وأنا أقولُ مع أبناء الفقيد (صالح وزيد وصلاح وعبد الله وهايل) ، وأكارم قبيلة اللوزيين بل وجميع البلقاويين والأردنيين الطيبين ؛ إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنّا على فراقك يا أبا صالح لمحزونون .] |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة