تصالح شرق أوسطي مطلوب بقيادة هاشمية قبل أن تغرق المنطقة للأبد
أ.د. محمد الفرجات
28-04-2018 11:12 PM
ترامب يبحث في الخلافات الشرق أوسطية ليجني مزيدا من الأموال العربية مباشرة أو ببيع السلاح، ويصرح بأن أمريكا دفعت الكثير في الشرق الأوسط ولم تجني شيء، بينما تمويل بناء جسر أو مدرسة في بلاده ينظر لأمرها بتقشف.
الرجل يبني نظرية بناء الإقتصاد الأمريكي على حروب منطقتنا وزجها في نار من الخلافات لا تبقي ولا تذر، فيشير لإيران بأنها الوحش الكاسر الذي سيبتلع المنطقة، وأن دول الخليج في مرمى الرصاص، وأن عليها الدفع لتبقى.
إيران لديها إقتصاد يتهالك ومستقبل غامض إن إستمرت بعقلية التوسع التي لا تعود عليها سوى بالخسائر، فلا ينفعها التوسع في العراق وسوريا ولبنان، حتى ولو بالمد الفكري وحده وليس العسكري.
إيران أيضا ليس من مصلحتها مناجزة السعودية من خلال اليمن الملتهب، وعليها التقهقر قبل أن تنهار إقتصاديا وسياسيا، فالحرب على عدة جبهات تستنزفها.
هنالك من يشعل الفتيل يوميا بكل السبل بين شيعة وسنة ويمهد للتصعيد، بينما كلنا مسلمون ونؤمن بالله الواحد عز وجل ورسوله عليه السلام.
سوريا تواجه مصالح دول مختلفة وتعاني التمزق بالحروب الداخلية، ولن يبقى شيء لأحد إن إستمرت هكذا.
المنطقة تواجه خطر الجفاف والتصحر والتغير المناخي، ولا تجد الوقت لتحل مشاكلها، وتلتهي بحروب كثير منها لا داعي لها، والخاسر الوحيد هو الإنسان الذي يفقد (بفتح الياء) ويفقد (بضم الياء) والدماء عنوان للشرق الأوسط.
الصراع العربي الإسرائيلي جزء من معادلة رفاه دول العالم التي تبيع السلاح، والفلسطينيون والإسرائيليون لديهم الفرصة لتحقيق سلام شامل وعادل.
السعودية وقطر خلافهما بسيط جدا أمام ما يمكن أن يتحقق من مصالح السلم، والعودة لبعضهما مطلوبة قبل أن يستثمر في خلافهما ويصعد لصالح رفاه قارات تنعم بالسلام وتتطلب المزيد من الرفاه الذي ثمنه دماء وحروب وفتن.
الشرق الأوسط بسكانه اليوم على شفا هاوية ودمار وويلات وتشريد ومجاعات، فالحروب تحيط بمستقبله، لأجل معتقدات هي جزء من حرية الأديان، ولأجل خلافات لا قيمة لها أمام موازين البقاء.
بالمقابل فأمريكا ولايات متحدة في قارة تنعم بالحريات والرفاه المجتمعي والأمن الغذائي، وأوروبا توحدت وتكتلت إقتصاديا وأصبحت وحدة تنعكس رفاها على شعوبها، وروسيا وكندا وأستراليا واليابان والصين ودول إفريقية تنعم شعوبها بالسلام والرفاه.
لا نحتاج في الشرق الأوسط للمزيد من الحروب والتفرقة والدماء، وكل أسبابها لها حلول، ولنا في كوريا الشمالية والجنوبية مثال حي، حيث تصالحتا قبل أن يستثمر (بضم الياء) بخلافهما.
الدول والأنظمة الذكية اليوم هي التي تتعاون وتتحد وتسالم في محيطها الجغرافي، ولا تعرض شعوبها للقتل والتشريد.
السيد ترامب عليه أن يحقق وعوده ببناء أقتصاد دولته ومزيدا من الوظائف بطرق أكثر سلما وحفاظا على الإنسان وحقه في الحياة، وبعيدا عن الرهان على الشرق الأوسط.
الهاشميون دعاة عدالة وسلام وأصحاب رسالة فكر متزن وحكمة، ونأمل أن يقود جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه جهود إحلال السلام في الشرق الأوسط، ودعوة الجميع لتكتل متزن، ينتج عنه الراحة المنشودة في المنطقة لشعوبها، وحلول للقضايا الأمنية، والأمن المائي والغذائي وغيرها.
عكس ذلك، فاليوم نحن الشرق أوسطيون سنواجه مزيدا من التمزق وزج شبابنا في الحروب، والعين على أموال الدول الغنية والتي لن يبقى لديها شيء، فأفيقوا من سباتكم يا قوم.