منذ أن جيئ بخميني من باريس إلى السلطة في طهران رفع شعار تصدير الثورة !! ومن المؤكد أنه يعني تصديرها للعالم العربي بالدرجة الأولى باعتباره أرض الأنبياء ومهبط الوحي وفيه صحوة إسلامية كما أنه يمثل الثقل السني . جاءوا بخميني بعد ان سقطت ورقة الشاه السني الذي لم يكن مهتما" للدين أصلا" لكنه كان يسمى شرطي المنطقة فأدى دورا" ثم كان لا بد من ممثل آخر يقسم المسلمين حيث كانت الصحوة الاسلامية تتنامى وتتسع فلا بد من قسمتها عموديا" وهذا يتحقق بإثارة المذهبية فكان خميني هو الأداة المناسبة لهذا الغرض الاستعماري فرق تسد . ومما يؤكد على مهمته أنه عندما شكل لجنة لصياغة دستور إيراني كان بعض أعضاء لجنة الصياغة يرون عدم النص على هوية مذهبية لكن خميني أصر على النص على
" المذهب الجعفري " الشيعي لإشعال البلدان العربية والإسلامية بهذه الإثارة التاريخية. ضجت الدول العربية من شعار تصدير الثورة فكمنت ايران وتوقفت عن ترديد الشعار لكنها لم تتوقف عن ممارسته حيث راحت السفارات الإيرانية تمارس التبشير المذهبي والتجنيد السياسي وصرف أموال الشعب الإيراني أوجدت الخلايا وزرعت العملاء واستقطبت شخصيات من كل البلدان وبخاصة لبنان وسوريا واليمن ودول الخليج ونشط التبشير في أفريقيا وتحققت لها الهيمنة على العراق بعد إسقاط نظام البعث . لم يتوقف نظام الملالي عن تحقيق الهدف والحلم الفارسي بإعادة مجد قورش حيث لم يتنكر نظامهم للامبراطورية الفارسية بل تمسك بالنيروز ولم يتمسك بالفطر والأضحى !! ونشطت الطقوس المذهبية وقامت القنوات واستمر اللطم في العالم وبرزت طقوس عاشوراء المخزية تحت كاميرات العالم . كل ذلك والعالم العربي يراقب ولا يفعل شيئا" حتى جاء ما يسمى بالربيع العربي وإذ بإيران تستغل الظرف وتحرك خلاياها في اليمن وسوريا والعراق ولبنان واحتل عملاؤنا الحوثيون صنعاء وأعلن محمد صادق الحسيني بوقهم الإعلامي : إننا نحتل أربع عواصم عربية ( دمشق . بغداد . بيروت. صنعاء ) !!! ولم يغير نظام الملالي سياسته : يكمن ويتربص ويستغل الفرص للانقضاض على المزيد من الجسد العربي الممزق .
ان الأنظمة العربية لا تزال تتعامل مع السياسة الإيرانية الملالية بحذر بينما هم لم يتخلوا عن طموحاتهم العدوانية ولعل المملكة العربية السعودية هي الهدف الحالي لإيران ولهذا هاجموا البعثات الدبلوماسية السعودية وأحرقوها وطالبوا بتسييس الحج كما طالبوا مثل قذافي بتدويل الحج ووصلت العلاقات مع السعودية إلى القطيعة . والآن هناك حرب بين السعودية وإيران على الأرض اليمنية ، صواريخ ايران هي التي ترسل إلى الأرض السعودية وما الحوثيون الا أدوات وأحجار شطرنج مثل أدواتهم في لبنان والعراق . والغرب فرح لهذا لأن الأولوية هي بيع السلاح فلتبق المنطقة في حالة توتر ولتنزف الدماء فهذا لا يهم الدول الغربية .
إن الدول العربية مدعوة لأخذ موقف حازم من ايران ما دامت مستمرة في سياستها ويتلخص الموقف الذي أدعو إليه فيما يلي:
١/ قطع العلاقات مع ايران
2/ قطع العلاقات مع كل الشركات التي تتعامل مع ايران
3/ اعتراف الدول العربية بالمعارضة الإيرانية السنية
" الاحواز " والشيعية
" مجاهدي خلق " وفتح الممثليات لهم حيث كان حضور الأمير تركي بن عبدالعزيز لمؤتمر المعارضة في باريس رسالة قوية توجع نظام الملالي.
إن صمت العرب على ما تفعله ايران لا يجدي فكما تتدخل ايران في الشأن العربي يجب أن نتدخل في الشأن الإيراني لنصرة الشعب الإيراني الطيب والمظلوم وهذا مبدأ دبلوماسي وهو المعاملة بالمثل إذ على العرب أن ينتبهوا للمثل القائل :
أكلت يوم أكل الثور الأبيض