أمامك دقيقة واحدة تعلن فيها عن طموحك وآمالك، بماذا سترد؟.
الأغلب أنك لن تتمكن في دقيقة واحدة أن تلخص ما تريد لأن كثيراً من شبابنا يفتقر إلى التعاطي مع فن التفكير والقدرة على تحديد الأولويات الجوهرية. هذا أولا. أما ثانيا فمعظم طموحات الشباب ستكون سطحية والرغبة بالتميز بما لا يميـِّز. لا تعتقد أنني أتيت بهذا الكلام من مخيلتي، الواقع أنني طرحت السؤال في بداية المقال على مجموعة من الشباب والفتيات بين عمر الثامنة عشر حتى الخامسة والعشرين.
وحتى أضعك في الصورة فقد جاءت الطموحات على مستوى: سيارة ..موبايل جديد.. حفلة عرس في فندق فخم وشهر عسل خرافي.. رقم مميز لسيارتي..
مقابلة هيفا وهبي بشكل شخصي.. الخلاص من التوجيهي .. وعلى هذا المستوى قس.
حتى أكون منصفة فإن هناك من الشباب الواعي الذي لم يربط طموحه برغبة آنية إنما امتلك بعد النظر والقدرة على التخطيط للبعيد بشكل واع فكان همه الوصول لأعلى المراتب العلمية والنجاح الوظيفي وخدمة الوطن.
أولويات أفراد المجتمع تدل على درجة وعيه. وعندما تكون ذات عمق وجوهر سيحقق الأفراد تقدما ونجاحا في الحياة وللوطن، أما إذا كانت كالفقاعة غير ذات وزن فهي تشي بنقص في الشخصية سيسعون إلى التعويض من خلال حشوها بما خف وزنه وقلت قيمته، ومن شغل نفسه بغير المهم أضرّ بالمهم.
تحدثت أكثر من مرة في أسلوب التدريس المتبع في المدارس والجامعات وضرورة تحديثه، فهو بعيد عن أسلوب التجربة والبحث، إنما جامد وتلقيني بما لا يشجع على التخطيط المستقبلي، وعليه يقع اللوم الأكبر.
الجوهرية في ترتيب الأولويات ضمن الفرص المتاحة ستعمل بالضرورة على اختفاء التنافس على الأمور السطحية. إن مستقبلاً يرتبط بطموح على شاكلة رقم مميز للسيارة أو رنة موبايل(طقع) أو صورة برفقة هيفاء وهبي، لا يشي قطعاً بالتفاؤل..قل لي ما هي أولوياتك أقل لك من أنت!.