السياحة واحدة من اقتصاديات "لمحة بصر"، هذا ما قاله سمو الأمير الحسن بن طلال خلال افتتاحه المنتدى الزراعي الأردني الدولي الاول في البحر الميت، الذي عقد مؤخرا.
بمعنى آخر أن السياحة في الاردن خاطفة، وغير مستقرة، وتحتاج الى بيئات لسنا وحدنا من نقرر توفيرها.
بمناسبة الفعالية، ركز سمو الأمير الحسن على الزراعة، لكن قراءة سريعة في فكره تجعلنا نقول إن المنظومة الاقتصادية العميقة والمستقرة تتطلب النهوض بأولوياتنا الاقتصادية، صناعيا وزراعياً وتعليمياً، وفق سياقات مترابطة تدعم بعضها بعضاً.
بمعنى آخر، النهوض بالأولويات الاقتصادية، هو ما علينا التركيز عليه أولاً ضمن رؤية متكاملة وهذا ما يمكث في الارض وينفع الناس.
عندها فقط، يمكن لنا أن نهتم باقتصاديات "لمح البصر" تلك الاقتصاديات رغم أهميتها، لكنها لا تعتبر العامود الفقري لاقتصاد مجتمع يريد النهوض من كبوته.
في اقتصاديات "لمح البصر" يمكن لقرار سياسي واحد قادم من العواصم البعيدة أن يقض علينا، ويربك استثماراتنا، ويحيل ملايين صرفناها عليها الى ملايين عاطلة عن العمل.
فكيف الحال ونحن وسط منطقة غير مستقرة سياسيا، تتجاذبها الدول والمواقف، وتتصارع فيها المصالح وتتناقض.
الاقتصاديات "الماكثة" و"النافعة" للناس، والتي تقاس فيها نهضة الأمم ورقيها؛ الزراعة وقطاعها، والصناعة ومنظومتها، والتعليم ودروبه.
تلك منظومة، حتى وإن تشكلت الظروف نفسها التي عطلت السياحة، فإن هذه القطاعات ستبقى على استقرارها النسبي، بل أكثر من ذلك، ستعمل على المساهمة في تشكيل روافد وجدران صد لحماية الاقتصاد والمجتمع والدولة.