الجامعة الهاشمية الى أين؟
د.مروان الشمري
27-04-2018 02:12 AM
لا يختلف اثنان على أهمية الصروح التعليمية ودورها الريادي في بناء الدول والمجتمعات والنهوض بالمجتمعات وتطوير الفكر الجمعي للأمم ورفد الدول بادوات النهوض العلمية الحديثة والمتقدمة ودورها البحثي المهم كما ونوعا في كافة المجالات العلمية، وفِي الاردن فقد أولى الملك منذ تسلمه مهامه الدستورية الجامعات اهتماما شديدا والتقى برؤسائها اكثر من مرة ووجههم لضرورة الارتقاء بالعمل الأكاديمي والاداري والاهتمام بطلبة العلم واعتبارهم اولوية مطلقة والتركيز على توفير كافة مستلزمات النجاح لهم بما في ذلك الرعاية الأكاديمية والصحية والنفسية والاجتماعية.
لا ننكر ابدا ان الجامعات الاردنية لها ما لها وعليها ما عليها، ففي معظم الجامعات عجز مالي وترهل اداري وفساد مبطن وشللية ومحسوبيات، كل هذا يجعل من المستحيل النهوض بها وليس ادل على ذلك من حملة التغييرات التي طالت مؤخرا عددا من رؤسائها.
لكن الامر الغريب هو سياسة ادارة الجامعة الهاشمية والتي لا يكاد المرء يفهمها، فالجامعة تعتبر بالارقام اكثر جامعة فقدت أعضاء هيئة تدريسية في اخر ثلاث سنوات وهو مؤشر عميق على عقم الفهم لدى ادارة الجامعة في كثير من الأمور وأهمها سياسة الاهتمام بالكم على حساب النوع وسياسات الجامعة الاقتصادية التي كانت اخر نتائجها وفاة طالبة في مقتبل العمر نظرا لعجز الخدمات الطبية لدى الجامعة وعدم توفر المستلزمات الفورية لهكذا حالات طارئة علما ان رئيس الجامعة يعلم تماما أهمية توفير مركز طبي مؤهل بالمستلزمات الضرورية والعدد الكافي من الكوادر التي تستطيع خدمة الاعداد الكبيرة لطلبة الجامعة.
البعض كانهم لم يتابعوا جلالة الملك يتصل شخصيا ليتابع شكاوي وتظلمات المواطنين في الوقت الذي يصم البعض أذنيه عن كل نصيحة صادقة ويتفاخر بإنجازات مالية لم يستفد منها احد، ناهيك عن حصر الامتيازات كالسفريات الخارجية وغيرها بحاشيته في الوقت الذي تعاني فيه جامعة - اي جامعة - من تناقص كبير في أعضاء هيئة التدريس ونقصان الرعاية الطبية الضرورية للطلبة علما انها لا تبعد مسافة معتبرة عن اقرب مستشفى او مركز رعاية طبية.
لو كانت هذه الحادثة وهي الحادثة المفجعة لوفاة الطالبة حدثت في جامعة غربية لاستقال رئيسها فورا وغادر من فوره الى منزله لانه يعلم تماما حجم التقصير في توفير الرعاية الطبية الضرورية للطلبة كيف لا وهو طبيب اصلا.
ان سياسات ادارة الجامعة باحتكار صنع القرارات والتقصير الكبير في الرعاية الطبية للطلبة وسياسات التامين الصحي التي تركز على الوفر المالي في مقابل نسف اهم شعار أسسه الحسين ألباني وهو ان الانسان أغلى ما نملك ويؤكد عليه كل يوم ملك البلاد، ان هذه السياسات وغيرها من السياسات التي طفح كيل الناس بها تقود الجامعة الى مصير مجهول.
على العقلاء في ادارة الدولة وعقلها المركزي ان يتنبهوا لذلك قبل فوات الاوان وقبل ان نفقد الجامعة الهاشمية كما فقدنا غيرها بسبب سياساتهم.
اخيرا فإننا نتقدم من اهل الفقيدة باحر مشاعر التعزية والمواساة سائلين المولى ان يتغمدها بواسع رحمته وان يلهم اَهلها الصبر والسلوان