كنت احضر من سنين احدى حفلات الزواج وكالعادة بعد فصول معينة من طقوس ومراسم الزواج التي غالبا تحددها الفنادق والصالات يبدا الرقص مع العريس او العروسين على انغام الموسيقى الراقصة الهادئة ومن ثم الروك اند رول والتي غالبا تحمس الخدر من الرجال فكيف بالنشيط والحماسي ونحن في غمرة هز الاكتاف والخصر والتمايل المنسجم مع الموسيقى لفت نظري وشدني كثيرا احد الراقصين وهو يعمل بإخلاص وامانة ويستنزف جهده ويميل للخلف وللأمام ولجميع الاتجهات بحركات اقرب للصعوبة لأمثالي بل الاستحالة ثم احالني المذكور لمتفرج نهم مشدود لأدائه المتميز وكفاءته النادرة وعطائه منقطع النظير... فالفاعلية الواضحة في الانسجام التام مع الموسيقى وكل ما ذكرت من تقييم لأداء الراقص المتميز لا يرقى لمستوى الوصف الوظيفي المطلوب او للترجمة الفعلية لما شاهدت كي افيه حقه ... فالرجل مخلص في الاداء لدرجة الانتحار او الانهيار وعرقه يتصبب ويتطاير مع انغام الروك في كل الاتجاهات والذي اثار اعجابي واحالني لمتفرج او مشاهد مشدود اكثر من انشداد الشباب للمسلسلات التركية هو ان المذكور حفظ الله عليه صحته وعافيته يتجاوز ال 190سم طول وال 150وزنا او اكثر وهذا المعيار( الحجم) هو كان مؤشر الاداء الحقيقي لدي بالإضافة للتميز برشاقة الحركة والسرعة والدقة في كفاءة الاداء المنسجم مع الموسيقى... والاخلاص في الاداء المستمر والملحوظ من قبل الجميع اثار حفيظتي واقتربت من المبدع وقلت له الله يعطيك العافية ابدعت ولكن بالله عليك ما سر الاخلاص في الرقص هذا لدرجة عنيفة ...فقال بعد ان اخذ بعض الانفاس وفي حديث متقطع مازال يرهقه الهز : للعريس في رقبتي دين قديم .. قلت افي ذلك حرج ان تخبرني ما هو ؟ قال لا ابدا.. فالعريس شاركني ليلة فرحي وكان مخلصا لدرجة انه حملني على كتفيه ورقص بي ...صدمتني الكلمات وانا انظر لحجم المتكلم واعاود النظر للعريس طبيعي الحجم فقلت آه اذن فاكمل الرقص والله لن تفيه حقه لو حملته الى بيته مزفوفا وخلفك كل فاردة السيارات... اكمل يا بني... فهز راسه واكمل مؤديا بعنف واخلاص وامانة.

يذكرني هذا الموقف بتقييم اداء الموظفين والاجراءات والقوانين المطروحة على الساحة المجتمعية والبرلمانية فنحن امة تؤمن بكل شيء قرضة ودين حتى دموع العين ولا نستطيع ترك المشاعر جانبا عند تقييم الاخرين ان كان تقيم حاراتي او تقييم رسمي بالوظيفة ..فكيف سيكون تقييم من احب ومن أكره هل يستويان في العلامة وهل المخلص في الهز والرقص يعامل مثل من يصفق باستحياء على الطاولة امثالي او من لم يحضر الحفل الفني الراقص وهز الاكتاف والخصور والذيول احيانا نحن امة لم ترتقي لتطبيق الاسلام العادل النزيه بعد، لأنه الاعدل في التقييم السلوكي والاعدل في كل شيء ، ولن اقول لن نرتق لمستوى العالم المتحضر لان الاسلام سبق كل العوالم المتحضرة بألاف السنين عندما شهد بذلك الاعداء لعمر بن الخطاب (حكمت فعدلت فأمنت فنمت) فهل نحن عادلون لنطبق تقييم الاداء بشفافية ونزاهة وعدل دون ان نحيف او نتحيز او نحابي فلان على فلان !!! اترك الاجابة لكم وانتم اعرف وادرى بواقع الامة العربية ...وليكتمل الرقص.