أبدو كمن ملّ في انتظار الحرب ..
26-04-2018 11:32 AM
عمون - لقمان إسكندر - منذ سنوات وقارعو طبول الحرب من السياسيين والخبراء العسكريين يحذرون الناس أن الحرب على الأبواب. تمضي السنون ثم لا تأتي الحرب.
لا أريد أن أبدو بمظهر من ملّ في انتظار الحرب. غير أني أصبحت كلما قرأت تقريرا يتحدث عن اقترابها أشعر بالخديعة، وأسأل: أليست الحرب مندلعة أصلا؟ المقاتلات تقصف والمدفعية تدكّ الضحايا - كما اعتادت أن تفعل دائما - فيما الإعلام مشغول بعدّ أرقام الضحايا.
إن الحرب التي يحذر الغرب من اندلاعها، إنما هي الحرب التي يشترك هو فيها معنا بخسائرها، ويتحوّل فيها معنا إلى ضحايا.
الغربيون لن يفعلونها. هم يَحْذُرون مثل قطط الحي. لهذا ربما من المفهوم نفسيا أن بعضنا يهشّ لسماع الوعد تلو الآخر من خبرائهم العسكريين باندلاعها في حضنهم أيضاً، حتى لو كان في حضنهم نحن كذلك.
الحرب قائمة بكل دمائها وأشلائها وعويلها. بل ما يريده الغربي اتساعها فينا، كأن تنشر قوات عربية في بلاد عربية.
إن هذه حروب الصواريخ المحرمة دولياً؛ في سوريا واليمن والعراق، وفي الضفة الغربية، وغزة، وفي ليبيا، والصومال.
على هناك حروب بكواتم صوت. هي شكل آخر. إذا أردت افحص. في المنطقة بلاد تعاني من حروب عسكرية، وأخرى تئن على وقع طحن اقتصادي مدمر، وثالث ترى فيها القصف الأمني رأي العين، ولا تكاد تصدق ما ترى، ودول تعاني من دمار اجتماعي، وأخرى اكتمل فيها الخراب الديني. إن الحروب في المنطقة لا تكف عن تقديم وجوه كثيرة لها.
حروب لا تُطلق فيها رصاصة واحدة، أو تكاد. فيها الضحايا يمشون، وربما تسمعهم، وهم يضحكون على نكات تُلقى على مسامعهم. لكنهم بكامل وجعهم.