انطلاق مؤتمر "النهضة العربية: تجديد الرسالة الحضاريّة"
25-04-2018 01:55 PM
عمون- قال الأمين العام لمنتدى الفكر العربي الدكتور محمد ابوحمور أنه لا يخفى على أحد أن الأزمة الفكرية والثقافية التي نعيشها لا تقل خطورة عن باقي الأزمات في مجالات أخرى، إنْ لم تكن هذه الأزمة هي الأخطر كونها نابعة من ظواهر تفتيت وتشرذم وتقسيمات على مستوى الانتماءات والهويات الفرعية، المذهبية والطائفية والعرقية والجهوية.
واضاف ابو حمور في كلمته في مؤتمر "النهضة العربية: تجديد الرسالة الحضاريّة" اليوم في فندق حياة عمان والمنعقد على مدار يومين بحضور متحدثين اردنيين وعرب وحضور الرئيسة لتنفيذية لمنظمة النهضة العربية للديموقراطية والتنمية سمر محارب أن ما يعانيه الوطن العربي من أزمة في البنى الاجتماعية الثقافية بسبب ظواهر التطرف والتعصب والتكفير،وثقافة الكراهية والاختلال في القيم، وفي إدارة التعددية والتنوع الثقافي، التي أنتجت في كثير من الحالات عنفاً غير مبرر وبلا أي منطق. وأكد أن المناقشات التي تم اجرائها في التحضير لمشروع النهضة الفكرية العربية انه لن يكون هناك امكانية للفصل هذه الأزمة عن امتداداتها في حقول التعليم والاقتصاد والتكنولوجيا والعلوم، فالمتغيرات الثقافية من شأنها أن تؤثر في أداء الإنسان في هذه الحقول تقدماً وازدهاراً، أو تراجعاً وخمولاً. ولا يمكننا كذلك أن نفصل النهضة عن واقعها العملي ونبقيها في إطارها النظري لأن أوضاع المرحلة التي نحياها لا تحتمل رفاهية الفكر. فالمنطقة العربية ما تزال بحاجة إلى جهود حثيثة لمكافحة أميّة القراءة والكتابة، التي ما تزال نسبتها مرتفعة وتصل إلى حوالي 20%، ناهيك عن الأميّة المعرفية التكنولوجية وهي الأخطر أثراً في المستقبل القريب والبعيد على السواء. واضاف قائلا :"عندما نتحدث عن تراجع في النمو ينبغي ألا ننسى مشكلة التراجع في التعليم والثقافة، كون النمو يرتبط بثقافة العمل والإنتاج، وبعبارة أخرى فإن الاقتصاد لا يتسنى له أن يتقدم أو يتغير إلى الأفضل دون هذه الثقافة ومتطلباتها من العلم والتكنولوجيا والإبداع والابتكار والتجديد".
بدوره قال رئيس الجامعة الأردنية الدكتور عزمي محافظة أن عدم تحقق مطالب النهضويين وبناء تطور مشروع النهضة له أسباب مختلفة من أهمها طبيعة العمليات والحرمات السليمة والسلمية التي تحتاج لوقت كي تنضج وطبيعة العلاقات في المنظومة السياسية مع الشرق والغرب والعلاقات مع المشروع الصهيوني وامراض الاستبداد والقهر السيئة وعدم التعاون والتفكك والعمل غير الجماعي فضلاً عن الصراع بين القوة والسلطة بين التيارات المختلفة في المجتمع العربي ولفت محافظة انه يجب ان يكون هناك حاجة للتغيير مستندة الى الحرية واحترامها وانخراط المواطن العربي في الشأن العام مما يؤدي الى نهوض الفرد والمجتمع ومواجهة الاستبداد وبين محافظة أن تمسك المواطنين بحقوقهم الأساسية ومقاومتهم لنبذ الظلم والقوانين الظالمة أمر من المهم جداً القيام به ، مؤكداً أنه علينا القيام بتطوير مؤسسات المجتمع المدني وتعزيز الانخراط بالشأن العام وعدم الانشغال بالشأن الفرديوالخلاص الفردي كما أكد على دور الشباب في النهضة وعلى أهمية الاستثمار بهم لأنهم عماد المجتمعات وزادها الثقافي والمعرفي. وفي كلمة للامانة العامة لجامعة الدول العربية القاها الدكتور محمد الهاجري قال :"إن الامانة الامانة لجامعة الدول العربية تسعى دائما إلى نشر الثقافة والحضارة العربية والعمل على النهوض باللغة العربية وحمايتها من الاندثار وكذلك العمل على حماية التراث الثقافي العربي خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن العربي حاليا".
رئيس مجلس امناء منظمة النهضة العربيبة للديموقراطية والتنمية الدكتور زيد عيادات قال :"النهضة العربية للديموقراطية والتنمية بدات حلما بعيد المنال وعصيا على الانجاز وهو فكرة في صدور النساء والرجال والشباب التواقين للتحرر والانعتاق". واشار إلى انه بعد عقد من الزمان ها هي النهضة العربية تستنهض العربية الفكرة وتنفض الغبار والصدأ عما لحق العمل والفكرة والمشروع وتعمل مع الجميع على صياغة عقد اخلاقي جديد يؤطر السياسة والعمران والفنون. ومؤتمر "النهضة العربية: تجديد الرسالة الحضارية" الذي تنظمه منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية "ارض"، بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيسها؛ يأتي انطلاقا ً من رسالة المنظمة الحضارية وأهدافها الاستراتيجية التي تسعى من خلالها إلى إعادة إحياء الجدل حول المنظومة القيمية والأخلاقية الاجتماعية في المجتمعات العربية، في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة اليوم تجاذبات إيدولوجية وصراعات سياسية ومذهبية وانحيازات للهويات الفرعية على حساب الهوية الجامعة، والتي أدت إلى تراجع واضح في سؤال الأخلاق مقارنة بمرحلة انطلاق مشروعات النهضة في المجتمعات العربية. ويستضيف المؤتمر طيفاً واسعاً من المفكرين والخبراء الاستراتيجيين من مختلف الدول العربية؛ ليتدارسوا الأسئلة الجديدة جول واقع المجتمعات العربية والاستراتيجيات المثلى للخروج من أزمات نموذج الهوية و نموذج الدولة-الأمة، ونمودج بناء القوة.
ويرعى المؤتمر الجامعة الأردنية بالشراكة مع مكتبات الجامعة الأمريكية في بيروت ومنتدى الفكر العربي في الأردن. ومن المتوقع أن يتم خلال المؤتمر الإعلان عن إطلاق مركز النهضة الفكري الذي من المؤمل أن يكون منصة للحوار ونواة لمركز أبحاث متخصص لتقديم الأفكار المبتكرة للنهضة في المجتمعات العربية. وتبدأ جلسات المؤتمر بإثارة الحوار حول سياقات ونتاجات مشروعات النهضة في المجتمعات العربية، ثم تنطلق من سؤال الواقع اليوم وما هي المسارات الاستراتيجية المتوقعة له انطلاقا من قياس مؤشرات العلم والأخلاق والحرية. وينطلق المؤتمر في فلسفته من البعد الإنساني متجاوزاً لمقولات قومية أو شوفينية ؛ ليستكشف آفاق التغيير الجذري الذي سيُحدثه مفهوم" النزعة الإنسانيَّة" على استراتيجيات التنمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
كما تنسحب تلك "النزعة الإنسانية" على الخطاب الديني النهضوي لتوضيح مساهمة المقاربة الإنسانية-الحضاريَّة للدين في تحقيق النهضة في المجتمعات العربيَّة. وستطرح منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية، خلال هذا المؤتمر، تصوراً لمشروع "نهضة" في المجتمعات العربية، والذي يستمد مكوناته من دراسة عميقة وشاملة لخبرات وتجارب "النهضة" المختلفة في العالم العربي، ويعيد تأسيس مقولاتها على قيم الإنسانية والتعايش والعدالة. وسيكون من أهم الفعاليات على هامش المؤتمر معرضاً لمحتويات دليل النهضة العربية، الذي أعدته مؤخرا، مكتبات الجامعة الأمريكية في بيروت، والتي تحتفظ بأرشيف كبير "لتاريخ النهضة العربية".
ومنظّمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية؛ هي منظمة مجتمع مدني ومؤسسة فكرية، تطمح لإحداث تغيير فكري وتنموي شامل في المجتمعات العربية مستمد من النزعة الإنسانية؛ لتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، من خلال مساعدة الفئات المستضعفة للحصول على حقوقها.