facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




وهن هيبة المعلم نكسة اجتماعية وإنسانية


فيصل تايه
24-04-2018 12:22 AM

إذا كانت هيبة المعلم تاجاً على رأس المؤسسة التعليمية والتربوية ، وأساس استمرار اشتعال شمعة المعرفة بين الأجيال ، فإن وهنها وإضاعتها تعني الحكم على السلسلة التعليمية وثمراتها بالضياع ، وتهديد الأجيال بفقدان البوصلة الإنسانية الحقيقية ، التي من أجلها وُضعت كلمة «التربية» قبل «التعليم» في اسم الوزارة المعنية بتنشئة الأجيال علمياً وسلوكياً وأخلاقياً.

ان الجهود الكبيرة التي يقوم بها المعلمون في المجتمع باعتبارهم اصحاب رسالة مقدسة تحتم ان يحظوا بالاحترام والتقدير ما يدعو المجتمع بكل مؤسساته الى ضرورة الوقوف الى جانب مربي الاجيال ، والمساعدة على استصدار قوانين من كافة الجهات المسؤولة والتي من شانها صون حق المعلم وحفظ هيبته وكرامته .. لأننا باستمرار نتحدث عن الهيبة الغائبة لمعلمي اليوم ونتساءل عن الأسباب التي أدت إلى غياب هذه الهيبة و كيف يشعر المعلمون بأهميتهم وبوجودهم و بثقتهم بأنفسهم وثقة المجتمع بهم عندما يجدون من يهتم بهم خاصة وزارتهم ، فيما يؤكد خبراء تربويون أن إعادة الهيبة للمعلم ، تحتاج الى برنامج طويلة المدى ، تعمل على تنوير الرأي العام بأهمية هذا المربي ، بعيدا عن كونه موظفا حكوميا ، و أن تراجع مكانة المعلم لا تنعكس عليه شخصيا وحسب ، بل على الطلبة أيضا، فمن يمتهن التعليم ، عليه أن يؤمن بهذه المهنة كرسالة ، لها دورها المهم في تنشئة اجيال متسلحة بالعلم والايمان والاخلاق الكريمة ، فالاسلوب الامثل لاستعادة هيبة المعلم ، يكمن بمد جسور الثقة بين المعلم نفسه والطلبة ، عن طريق الحوار والتفاعل بينهما ، بالأنشطة والفعاليات التربوية ، فالمعلم القدوة اليوم هو علم بارز يؤدي رسالته بكل أمانة وجهد وصدق فهو الاب الحنون والمعلم الفاضل والمثل الذي يحتذى به وهو القدوة الحسنة التي يسير على نهجه الأجيال لذلك يستحق التقدير ، لكن الآن على من تلقى مسؤولية إنهيار وتمرد هذا الجيل على معلميه الذين اضطروا إلى أخذ موقف منه ومن هو المسؤول عن ضياع الأبناء ، فالبيت والشارع والمجتمع لهم دور اساسي في ذلك ؟ وهل المعلم وحده المسؤول عن هذا التناقض الذي نراه اليوم والذي سبب هذه الفجوة الحاصلة بين المعلم والطالب وولي الامر ، ومن الذي جعل التفاهم والإنسجام معدومآ..

ان المعلمين اليوم يواجهون اوقاتاً صعبة و يتحملون مالا يطيقه أحد لكنهم في نفس الوقت عليهم أن يدركوا أن مسؤوليتهم كبيرة لأنها مسؤولية اعتماد وثقة لذلك لابد من الأخد بيد تلاميذهم واسترسال الحوار والتفاهم معهم ، فانهم بذلك سوف يدخلون إلى عقول تلاميذهم وقلوبهم و يعيدون مجدهم السابق الذي غاب طويلآ وسوف يكسبون احترامهم الذي فقدوه في السنوات الأخيرة وإظهار انفسهم بصورة مشرفه ، فالمعامله الحسنة تنشئ جيل متكافئ جيل حسن الطباع ، أما المعاملة السيئة تنشئ جيل سيئ متناقض تربى على العنف والإعتداء والصراخ ، فالتعليم رسالة تربوية وليست رسالة عنف وتعنيف ، والمعلمون وللاسف يتركون وحدهم لمواجهه سلبيات المجتمع ومطالبون اليوم باصلاح انعكاسات ذلك وتربية أبنائه التربية السوية السليمة ، فما وصل إليه المعلمون اليوم من إعتداء وعدم احترام وتجاهل من الطلبة والمجتمع هو حصاد تراكمات المجتمع وسلبياته.

أن العلاقة الحميمة والأمن مفقودان بين المعلم وطلابه ، مع الاشارة الي لغة الحوار التي غابت ، الامر الذي اثر سلبا علي التعليم ، حيث ان الطالب لا يجد لغة حوار بين الاهل في ظل ظروف اجتماعية والاقتصادية عصيبة ، ولم يعد يعلم ما هي لغة الحوار في اسرة لا تتفاهم الا بالصوت العالي والعنف ، حيث ان الحوار اصبح منعدما بين افرادها ، وحل محله لغة النزاع وبسط السيطرة بصورة واضحة ، وكل ذلك انعكس علي حالة المجتمع بأسره وهذا يجعل الامر أكثر تعقيدا بالنسة للمعلم داخل غرفة الصف ، لذلك فنحن بحاجة الى برامج ارشادية قوية موجهه لكلا الطرفين .. الطالب والمعلم على حد سواء.

واخيرا فالموضوع خطير يحتاج من الجهات ذات العلاقة وضع الحلول التي من شأنها استعادة هيبة المعلم ، فإذا سقطت هيبة المعلم سقطت هيبة التعليم.. وأن هذه المشكلة يجب أن يتحمل مسؤوليتها الجميع ، من خلال الاهتمام بالمعلم كإنسان أولاً، وتوفير ما يعينه على آداء مهمته على أكمل وجه كالحوافز في الجانب المادي والاجتماعي ، ومن خلال الدورات التدريبية الارشادية التي تصقل شخصيته وتمكنه من اداء رسالته بكل همة ومسؤوليه ليقف امام طلبته مؤمنا برسالته ومكتمل الجوانب النفسية والسيكولوجية والتربويه والارشادية والانسانية في شخصيته لتكون حينئذ المدارس محاضن تنشئ اجنة مفعمة بالعلم والايمان والاخلاق الكريمة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :