[ أدعوه سبحانه .. منذ البداية ، وقبل أن يلتهم التقديم كعكة الموضوع ، أن يأخذ الله بناصر الأديب والكاتب الصحفي الصديق خالد محادين ، وأن يُتم عليه نعمته وأن يخرجه من أزمتيّه الصحية والصحفية ، وتحديداً الأولى إذ أن الثانية مقدور عليها بهمته التي لا تلين لها قناة ، ثم وبهمة الطيبين في مجلس النواب الموقر رئيساً وأعضاء ، والذين سيعيد منهم ممن له علاقة بالشكوى للقضاء بحقه النظر فيها ، ونموذجهم ال(57) نائباً الذين قدموا عريضة انتصروا فيها للمؤسسات الصحفية وأنجحوا القرار ، وأولاً وآخراً بعزم الرجال الرجال من القضاة و المحامين ، حيث أن قضية الزميل النابه منظورة الآن أمام القضاء الأردني النزيه ..
الذين يعرفون أبا سنان وهم بالمناسبة كثيرون ، يشهدون أي مثقف صلب ملتزم هو وصاحب موقف ، ينافح عن رأيه (بالعين الحمرا) ويدافع من على قلعته / زاويته (أقول كلمتي ولا أمشي) ..
أما عن معاركه الصحفية والأدبية والوطنية بالتالي فحدث ولا حرج ، ولعله ما زال يرطب ذاكرتي ذلكم الحين الرائع من دهر الرجال الرجال ، حين توقف عن الكتابة بقرار أحد رؤساء الوزارات قبل عقدين وتزيد من الزمان ، فلم يبالِ بوضع اسمه على مقالاته إذ الهدف العريض لديه كان أن تنشر مواقفه في الأردنيين ، فكان أن تم التنسيق مع الكبير محمود الكايد بأن يكتب باسم مستعار هو (مروان الخال) ..
لست ، قبل ، بمعرض سرد مناقب وذكر مواقف الزميل محادين ، فما هنا المكان ولا هذا هو الزمان ، فهي كثيرة بين عميقة وجدلية وبين هامة وموضوعية إن نعدها لا نحصيها ، حسبي أُمثّلُ لبعض منها يحسبه هو عادياً و نراه نحن عظيماً ، فذات مساء من تلك المساءات الدفيئة ، وكنت في مكتبه يعطيني درساً في تذكير الأرقام و تأنيثها ، وهو مما أرجو أن يسعف فم التذكار الشفيف ، فيملي على قلمي ما سيبوح به ، سطوراً رضيّةً في صحائف رخيّة ، تنساب جذلى في وقع تلك الأماسي في مقبل الأيام ، حين وقف كاتب صغير يظن نفسه كبيراً، في الممر وتحديداً أمام باب الرأي الثقافي المغلق ، رافعاً صوته النكير قائلاً بسخرية : (وين الثقافة ؟ هل سكرت أبوابها وروحت ؟) ، فخرج له الأستاذ وأعاده إلى حجمه الطبيعي ، بمواجهة كانت كحد السيف فخرج صغيراً كما دخل صغيراً !
وقفتهُ ، قبل أعوام ، مع الأستاذ عدنان أبو عودة رئيس الديوان الملكي الأسبق ، مع قلة قليلة في مواجهة كثرة كاثرة ، في طرح لأبي عودة أثار ضجيجاً آنذاك ولأيام معدودات ، هو موقف يحسب أيضاً لمحادين وعلى المستويين الرأي الحر وإنصاف الآخرين ، وذات ظهيرةٍ ما زال حبورها يداعب شاشة هامتي ، من هاتيك الأيام الحلوة إبان عملي في المطار ، إلتقيته وسرت معه نحو الترانزيت حيث كاونتر الأمن ، إذ كان في طريقه إلى بغداد لحضور مهرجان المربد الشعري هناك ، فحدثت مواجهة بينه وبين أحد بواسل الأمن وعبثاً نحاول أنا والأخير تهدئته ، حين علا صوته في القاعة بأن لا أحد يشكك في ولائه للمك وانتمائه للوطن ، وزاد وبصوته المجلجل بأن ( درهماً من وطنيتي تساوي وطنية أكبر وطني في بالبلد ) (!) وحين حاولت تهدئته وبأن ما حدث يؤثر علي شخصياً أمام السلطات وبالقطع عليك أيضاً ، أجابني وبكل ثقة ما زبدته أن جلالة الملك (خالدنا الحسين رحمه الله) ، قال لي بأن ديوان جلالته مشرع الأبواب أمامك ، و .. كذا كان .. إذ تم تعيينه بعد مدة مستشاراً صحفياً لجلالته طيب الله ثراه ، و .. للحديث صلة .. لا مناص .. من قريبٍ .. بإذن الله .]
Abudalhoum_m@yahoo.com