-1-
ليس ثمة من وقت كبير بين حدثين يخصان موضوعا واحدا تقريبا، الأول رفض إحدى جميلات هوليوود السفر إلى كيان العدو الصهيوني، لتسلم جائزة قيمتها مليونا دولار، تمنح منذ عام 2014 للأفراد المتميزين في مجالاتهم «الذين يلهمون الآخرين عبر إخلاصهم للمجتمع اليهودي والقيم اليهودية!»..
الحدث الثاني تعبير مكثف عن «القيم اليهودية»، التي تُمنح الجائرة إياها كتعبير عن إعلائها، حيث أرسل أحد أهم أجهزة «الإخلاص» لتلك القيم، (الموساد!) اثنين من القتلة إلى كوالامبور، وترصدا لفادي البطش وهو خارج لصلاة الفجر، وزرعا في رأسه من الخلف، عدة رصاصات، وسقط الفتى الغزاوي الذي رحل إلى أقاصي الأرض ليخدم قضيته، ويقدم ما يستطيع لغزة في محنتها، مضرجا بـ «القيم اليهودية» إياها!
-2-
جميلة هوليوود ناتالي بورتمان، يهودية و»إسرائيلية» وحتى من مواليد القدس المحتلة، ومع هذا لم تستطع أن تستسلم لدعاية إعلام الكيان، وأكاذيبه التي يصدقها بعض العرب، وبدأوا حتى يروجونها، بشأن غزة والمقاومة، وتصنيفها كـ «إرهاب!» وتحرك فيها حسها الإنساني، وركلت بقدمها جائزة المليوني دولار، وما يعرف بجائزة «نوبل اليهودية»، ضمير ناتالي حي لم يزل ينبض بالقيم الإنسانية الرفيعة، فيما ضمير من يتواطأ مع العدو ضد غزة من الكاوشوك، مع أن ناتالي «كافرة!» وسافرة، أما «هم» فمسلمون وعرب أقحاح، و»دعاة» في المساجد، ويفرضون على نسائهم لبس الأسود القاتم، الذي لا يظهر سوى العينين، وبالمناسبة، كيف نقنع طالبا في الصف الأول الابتدائي، أن ناتالي «كافرة» وذاهبة للنار، فيما من يصطف مع العدو، مسلم وذاهب للجنة؟. بل كيف نعرف العفة والطهر والسفور والحجاب عند ناتالي التي تنتصر لغزة وشهدائها، ودعاة قتل غزة وخنقها وحصارها، وتصنيف رجالها باعتبارهم «إرهابيين»؟؟.
كيف نستوعب أن رجالا من معتمري الحطة والعقال العربيين، بدأوا بالترويج للكيان الغاصب، بوصفه شريكا في كل شيء حتى بما يسمى «التنسيق الأمني!» وجديرا بالحياة، ووجهة موعودة للسياحة العربية، فيما يرفض ضمير ناتالي اليهودية و»الإسرائيلية» سفرها إلى ما يفترض أنها «بلادها» التي تريد تكريمها، ومنحها مليوني دولار، بعد أن أيقنت أن هذا التكريم ليس إلا مشاركة في الجريمة.
البيان الذي صدر عن ناتالي قال باختصار: «الأحداث التي وقعت في الفترة الأخيرة في إسرائيل أزعجتها بشدة ولا تشعر بالراحة للمشاركة في أي مناسبات عامة هناك».
-3-
موقف ناتالي جميلة هوليوود، تسبب بضربة على رأس أم «القيم اليهودية»، الإرهابية ميري ريجيف (وزيرة الثقافة في كيان العدو) قالت أن ناتالي تدعم حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (بي.دي.إس) التي تهدف لعزل الكيان اقتصاديا بسبب جرائمه ضد الشعب الفلسطيني.
ويعتبر الكيان هذه الحركة محاولة لنزع «الشرعية» عنها.
جلعاد إردان وزير الشؤون الاستراتيجية الصهيوني شعر بخيبة أمل لموقف ناتالي وأصدر مكتبه بيانا قال فيه إن «دعاية حماس خدعتها»! وقالت الوزارة في بيان موجه للممثلة «للأسف يبدو أنك تأثرت بحملة التضليل والأكاذيب الإعلامية المتعلقة بغزة والتي بثتها جماعة حماس الإرهابية»!
ترى لو حذفنا اسميْ المجرمين الصهيونييْن، ريغيف وإردان، ووضعنا اسمين عربيين مكانهما (من قبيلة دعاة الصهيونية العربية)، هل كنا بحاجة لتغيير كلمات تصريحيهما؟؟
الدستور