يستذكر الأردنيون ومعهم شرفاء الأمة بكلّ فخرٍ وكبرياء في ذكرى رحيل المشير حابس المجالي من كل عام. السيرة العطرة ومسيرة البذل والرجولة والنخوة والعطاء للرجال الرجال العظماء الذين نشأوا وتربوا على الفضيلة والقيم الحميدة والأمانة والنزاهة. وبإشراف مباشر ودعم متواصل من القيادة الهاشمية الحكيمة. استطاعوا أن يحوّلوا صحراء الوطن القاحلة إلى جنّات غنّاء وأن يستبدلوا الصخور والقلاع بصروحٍ شامخةٍ شمّاء. وأرسوا قواعد الدولة المدنية المتحضرة وجعلوا من أبناء الوطن ومجتمعه أسرةً واحدةً متحابة متعاونة لا فرق بينها، تجمعهم روح المحبة والمودة للمحافظة على أمن واستقرار وطنهم وصون منجزاته ووقوفهم خلف قيادتهم الفذّة الحكيمة. رفدوا الوطن بكوادر بشرية مؤهلة تربوياً وسلوكياً وعلمياً واستطاعوا أن يوصلوا الوطن إلى برّ الأمان عبر الأمواج المتلاطمة من حوله والظروف القاسية وشحّ الموارد والإمكانيات، إلا أن سلاحهم كان صدق الإنتماء والعمل بكل رجولة وأمانة ونزاهة وإخلاص.
وبتوجيهات وإشراف مباشر من القيادة الهاشمية استطاع حابس المجالي ومعه ثلّة من القادة الأشاوس رفاق السلاح إعداد وتأهيل وتجهيز القوات المسلحة " الجيش العربي " إعداداً وتنظيماً وتدريباً وتسليحاً وسلوكاً وانضباطاً متميزاً شهد لهم بذلك كافة قادة وشعوب دول العالم.
كان حابس المجالي رحمه الله جندياً شجاعاً وقائداً فذّاً مقداماً أمضى زهرة شبابه ومعظم حياته بخدمة وطنه بكل رجولةٍ وكبرياء تمثلت بالأمانة والنزاهة والإخلاص دفاعاً عن أمن واستقرار الوطن وصون منجزاته.
قارع ومعه بواسل جيشنا العربي الاحتلال الصهيوني منذ بداياته وكبّدوهم خسائر فادحة بالأرواح والمعدات في معارك باب الواد واللطرون وأسوار القدس الشريف، وفي كل بقعة من ثرى فلسطين.
تمثلت حياة حابس المجالي بالرجولة والشجاعة والتواضع لمن يستحق. كان مثالاً يحتذى بالرجولة والأمانة والنزاهة بدليل أنه كان يقطن في منزل متواضع ضمن سكن وظيفي داخل معسكر العبدلي انتقل بعدها إلى منزل أقل تواضعاً على دوار الداخلية. أصبح بعد وفاته متحفاً يحكي للأجيال من بعده سيرته العطرة وتضحياته الفذة ونزاهته التامة. ولعشقه للأردن. ذلك العشق الذي ترسّخ في دمه ووجدانه مما جعله أن يمضي زهرة شبابه ومعظم حياته مدافعاً شجاعاً عن أمنه واستقراره. كانت وصيته لكل من تشرف بزيارته وهو على سرير الشفاء " أوصيكم بالمحافظة على الأردن" الاعز والأغلى.
لم يترك وراءه قصوراً فارهةً ولا أبراجاً عاليةً ولا شركات عملاقة وأرصدةً بالمليارات خارج الوطن. وإنما ترك وكغيره من شرفاء الوطن إرثاً ثميناً وكنوزاً من السيرة العطرة والأمانة والنزاهة والرجولة. ووطناً زاخراً بمنجزاتهم. من واجبنا المحافظة على أمنه واستقراره وصون منجزاته والوقوف خلف قيادته. وستبقى ذكراهم العطرة خالدة بالضمير والوجدان تتوارثها الأجيال عبر الأيام والزمان.
رحم الله ابن الأردن البار المشير الركن حابس المجالي ورحم الله شهداء جيشنا العربي. وتحية فخر واعتزاز إلى رفاق سلاحه بواسل الجيش العربي المرابطين في ميادين الرجولة والشرف والكبرياء. دفاعاً عن حمى الوطن.
22/ 4/ 2018 0777743374 wadi1515@yahoo.com