السياحة في الأردن
المحامي د. أحمد محمد العثمان
22-04-2018 12:31 PM
فقد أغلقت أبواب السياحة على الدول المحيطة بالأردن حيناً من الزمن ، ومع ذلك لم تحقق السياحة للأردن إرتفاعاً ملحوظاً في الدخل المتأتي من السياحة ، مما يقتضي دراسة ظاهرة عدم إقبال السياح على الأردن ، ولعل العامل الرئيس لذلك يتمثل بعدم وجود خطة إسترتيجية قصيرة المدى أو متوسطة المدى أو طويلة المدى لإجتذاب السياح الى الأردن ، إن وجود خطة إستراتيجية لإجتذاب السياح وتشجيع السياحة هو من مسؤوليات وزارة السياحة بإعتبارها جهة التخطيط والتنفيذ ، ومجلس النواب بإعتباره جهة رقابة ومساءلة ، إذ تقتضي خطة تشجيع السياحة الى الأردن تحديد ما يلي :
1- طبيعة السياحة المستهدفة ، حيث يتمتع الأردن بعدة أنواع من السياحة التي يمكن إستهدافها ومنها :
أ- السياحة الدينية .
ب- السياحة التاريخية .
ج- السياحة العلاجية .
د- السياحة الثقافية .
2- وعلى ضوء ما تقدم يتعين تحديد ماهية وطبيعة الدول المستهدفة لإجتذاب السياح ، ولتحديد طبيعة هذه الدول فلا بد أن يتم ذلك من خلال العوامل التالية :
أ- طبيعة السياحة التي يرغب فيها مواطنوا الدول المستهدفة .
ب- مدى قدرة ورغبة السائح المستهدف على الإنفاق المالي .
وفي معرض ذلك فإن الدراسات المتخصصة تشير الى أن السائح الروسي هو الأكثر إنفاقاً في العالم ثم يليه السائح الجزائري ثم يليه السائح الإيراني وبعد ذلك السائح العربي من دول الخليج .
وللتدليل على مدى أهمية الإنفاق السياحي الديني فقد تبين أن عديد الحجاج الذين زاروا النجف وكربلاء في العام الماضي بلع أربعة عشر مليون سائح ، وبإفتراض أن السائح ينفق ما معدله الف دولار ، فإن مثل هذه السياحة ستؤدي الى حركة إقتصادية في هكذا موسم مقدارها أربعة عشر مليار دولار وهذا سيؤدي الى تنشيط الحركة الإقتصادية بحد أدنى مقداره أربعة عشر مليار دولار في العام الواحد فأين وزارة السياحة مــن ذلك ؟ لا سيما وأن الأردن يحتضمن العديد من المزارات الدينية التي يهتم بها المسلم الشيعي ؟ فأين وزارة السياحة من إجتذاب هؤلاء السياح ؟ .
إن ما تقدم يقتضي من وزارة السياحة أن تضع الخطط اللازمة لإجتذاب السياحة للغايات المختلفة لا سيما وأن الأردن مهيأ لإجتذاب السياحة للغايات المذكورة على أن تقوم وزارة السياحة بوضع الخطط اللازمة والفعالة لتحقيق نشاط سياحي ديني ،وإجتذاب السياح الى الأردن ، ولا يقبل أن تبقى المواقع السياحية مهملة أو ليست على جدول الإهتمام والإكتفاء بأننا ترحب بالزوار قولاً لا فعلاً ، بل لا بد من الإمساك بزمام المبادرة الفاعلة بعيداً عن سياسة الإسترضاء أو التقرب غير المفيد إقتصادياً ، والله الموفق بعد أن نؤدي عملنا على أكمل وجه .