وضعت المخططات الغربية المتصهينة العراق على رأس المستهدفين بعدما درست مقومات العراق وسوريا وبقية الدول العربية اقتصاديا وعلميا وحتى ثقافيا واجتماعيا.
وقبل كل ذلك والأهم من ذلك كله، درست شخصية كلا من صدام حسين وحافظ الأسد وبقية الرؤساء والملوك بما فيهم معمر القذافي الذي نصبوا له فخ لوكربي بعد تدمير أسلحة الدمار الشامل العراقية.
ففي عام 1982 جمع الملك حسين كلا من صدام حسين وحافظ الأسد في القاعدة الجوية بالجفر هنا بالأردن في محاولة لإصلاح الأمور بينهما. نتيجة اللقاء أن صدام حسين كان ميالا بشدة لإنهاء الخلاف بعكس نظيره الأسد. هذا اللقاء تجسس عليه العدو الصهيوني عن طريق أجهزة تنصت قام بوضعها أحد الذين استدعوا لتركيب الستائر في مكان اللقاء، أكتشف فيما بعد أنه جاسوس يعمل لحساب الموساد الصهيوني!
وبعد ذلك بفترة، وعلى ذمة الراوي الشيخ أحمد الكبيسي، حاول الملك فهد جمع كلا من صدام حسين وحافظ الأسد، وتم تحديد اللقاء زمانا ومكانا. جاء صدام حسين مهرولا لإنهاء الخلاف، بينما غاب الأسد، وحين أدرك فهد (مقلب الأسد)، اتصل بديوان الرئاسة السوري مستفسرا عن الأسد، فقالوا له: خارج البلاد في مكان ما لا نعلمه! فقام فهد بتحرير شيك بمبلغ كبير لصدام حسين لتعويضه ما لحقه من إهانة وإساءة.
لربما درس الغرب المتصهين هاتين الشخصيتين بناء على هذين الموقفين ولربما غيرهما من المواقف، فقرر البدء بالعراق أولا، لأن الغرب أدرك أنه لو بدأ بسوريا أو أية دولة عربية أخرى، فإن صدام سيدافع عن سوريا أو أية دولة عربية أخرى رغم أي خلاف قد يكون، ودليلي في ذلك وقوف صدام حسين إلى جانب دمشق مثلا في أزمتها الخانقة مع تركيا بسبب المعارض الكردي عبدالله اوجلان، حين باتت سوريا على مرمى حجر من هجوم تركي صهيوني عليها، فأعلن صدام وقوف العراق بكل إمكانياته إلى جانب سوريا، رغم أن سوريا شاركت في العدوان الثلاثيني على العراق إبان إخراجه من الكويت عام 1990!
وما جعل الغرب المتصهين يقينا من شخصية صدام حسين، تصريحه الناري بحرق نصف العدو الصهيوني إذا ما فكر بالاعتداء على (الحبايب)!
وهكذا وضع الغرب المتصهين العراق على رأس القائمة ومن ثم وصل إلى سوريا بمشروعه القائم أساسا على تقسيم المنطقة كما تنبأ كميل شمعون بذلك علنا في بداية ثمانينيات القرن المنصرم، حين سئل عن موعد بدء تنفيذ مشروع تقسيم المنطقة من جديد، فأجابهم: راقبوا العراق ومتى تم ضربه فاعلموا أن جرعات سموم التقسيم قد بدأ مفعولها يسري في شرايين وأوردة هذه الأمة!