على مسطح صغير 'فيس بوك 'يفعل المعجزات ،نفكر و نتأمل ونرقص و نبوح ،نكتب اسماء عشقيات ،ونحكي قصص وروايات ،ونسخر بضجر وخجل من الساسة وأهل السلطة .
تمشي لتتبع اصوات الناس الهادرة و الآسية ،وحدها حاسة السمع من تبتلع كل الالام و الاوجاع . تمشي،و تتبع على مسطح افتراضي فارط الخيال قبلات على جدران ووجوه وهمية .
تقف معلقا بلا اعمدة ،وبلا اكياس تعلق بها ما قد تصطدم به من نفايات واوساخ وازبال المدينة .جسد مشرح في فضاء طلق ورحيب ،لا متسع لأرجل تسند واقفا في الهراء والهواء معا .
في آخرها لمسة للوحة مفاتيح 'كاي بورد 'بارد أصم يسخن كلما لامسته رؤوس الاصابع بغضب وصريخ .
ولو كسرنا 'الكيبورد '،فهل ستجلس وحيدا هذا المساء على' بار الكت الكات 'ومقهى الشريف بدون قطعة ناقصة من يومياتك ؟ فمن يجرؤ يا ايها السادة ؟
على هذا المسطح ما يتسع لذكريات عشق وحب ووهم و شوق و غضب وصراخ و أمل وخوف ونفاق وحكايا سفر وترحال لمدن العرب والعجم ،تذاكر سفر و مناشف و قبلات عشاق مسافرين مرسومة على جدران الوجوه .
من تحية المساء ،فما أكثر أن ينبعث صوت أم كلثوم وفريد الاطرش من مدافنه ليشاركنا رقصة تكاد نتهاوى بعدها أذا سرنا في مدن مزدحمة و خانقة وتفقدك البصر.