ما هي الخطوة التالية بعد تدمير كيماوي سوريا؟
في المقال السابق الذي نشر هنا في نفس الزاوية يوم الأحد الماضي، والذي حمل عنوان "مصير القذافي"، أشرت إلى "تسحيل" الأسد في شوارع دمشق الفيحاء، في مصير مشابه لمصير القذافي.
ما زلت عند رأيي السابق أعلاه، لكن ليس قبل أن يكشف الأسد كل أوراقه المتعلقة بكل من حزب الله، وإيران.
في تسعينيات القرن المنصرم، فوجئ حافظ الأسد بكماشة تركية-صهيونية تضيق الخناق عليه، وكانت بوادر حرب تلوح بالأفق ضد سوريا، من قبل الأتراك والصهاينة عندما جمعتهما المصالح من خلف الكواليس.
أدرك الأسد الأب ذلك، فسارع إلى تقديم تنازلات دون أن يشعر الجميع بذلك، جنبته تلك التنازلات عدوانا تركيا-صهيونيا كان وشيكا جدا.
كيف فعلها الأسد الأب؟
سأل الأتراك: ماذا تريدون مقابل عدم الاعتداء؟ قالوا له: عبدالله أوجلان. قال لهم: حسنا، لا يمكنني تسليمه مباشرة لكم، إنما أهربه نحو اليونان وفي طريقه إلى هناك، تتذون ما ترونه مناسبا. وهذا ما حصل إذ اختطفوه الاتراك. وأعلن الأتراك فسخ شراكتهم مع الصهاينة في الاعتداء على سوريا إذ انتهت المصالح بينهما، والمصالح ممالح على مائدة العلاقات الدولية.
عبدالله أوجلان هذا، كان الطفل المدلل لحافظ الأسد عندما كان يقود المعارضة الكردية للحكومة التركية في جنوب شرق تركيا من خلف الحدود داخل سوريا.
لا يوجد في قاموس السياسة كلمة "صديق" أو "شقيق". وهذا ما ينطبق على السياسة السورية أكثر من غيرها، وسوريا الأسد مستعدة لفعل أي شيء، طالما أن هذا "الشيء" يحفظ لها ماء وجهها على الأقل.
فإذا لم يجد المخطط الغربي وسيلة معينة ينهي بها نووي إيران ووجود حزب الله، فإنه سوف يضغط على الأسد، ليخيره بين خيار وهمي "التنحي"، أو خيار حقيقي "حزب الله وإيران".
وبناء على قراءتي لتاريخ السياسة السورية، فإن الأسد الابن سوف يتنازل عن إيران وحزب الله في سبيل التوهم باستمرارية حكم سوريا، حتى يتفاجأ بمصير مشابه لمصير القذافي.