facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




العباءة يا صاح!


سليمان الطعاني
18-04-2018 02:01 PM

يميل بعض الأشخاص إلى حب الظهور ولفت الانتباه بشتى الوسائل مهما كلّفهم الأمر يتخذون من لبس العباءة في المناسبات المختلفة والجاهات وسيلة لجذب الانتباه ويظنون انهم بلبسهم العباءة يصبحون من كبار القوم أو واجهة المجالس! يا لهم من مساكين! يحلمون بالوجاهة والوقار والمكانة الاجتماعية ويظنون أن لبسهم للعباءة يحقق لهم ذلك. يا لعقولهم ويا لفكرهم! انهم يتوهمون المشيخة وهم ليس لهم أي شأن بهذا الأمر وإنما الأمور عند أهلها!

تتوق نفوسُهم إلى أن يُشار إليهم بالبنان ويكونون حديث المجالس ويُكتب عنهم في الإعلام إشباعًا لعُقدهم، ينسجون قصصهم الوهمية عن مماحكاتهم مع خصومهم أيّاً كانوا، ويتحدثون في السياسة ويوهمون الناس أنهم كانوا قاب قوسين أو أدنى من الانتصار على هؤلاء الخصوم ... ولكن الأجهزة الأمنية والدولة لا تريدهم لأنهم مخلصون فقط لأنهم مخلصون!!! مدعِّمين أوهامهم بصور مختلفة عن أنشطتهم على صفحات التواصل الاجتماعي وهم يرتدون العباءة،

حين تشاهدهم يتصدرون المجالس تعجبك أجسامهم، وإن يقولوا تسمع لهم كأنهم خُشُبٌ مسنَّدة. للوهلة الأولى يبدو لك أنهم أسوياء، بينما هم فئة من المصابين بهوس التشّيخ يتزايدون ويتكاثرون هذه الأيام، يتفشّون. منهم ما هو مجاهر بالمعصية ظالمٌ لنفسه ومنهم مقتصد، عباءتهم أصبحت مكشوفة ولا تدل الا على فقر الجوهر عندهم والجوع المتأصل في نفوسهم لكل شيء.

العباءة يا صاح، ما هي إلا قطعة من القماش المزركش مختلفة الألوان والأنواع والأثمان والتصاميم، وبإمكان جميع الناس شرائها وارتدائها، حتى النساء يتفنّنّ في تصميمها وارتدائها أيضاً وأصبحت موضة بالنسبة لهنّ تزيد من جمالهنّ وأناقتهنّ! وربما تكون قد صنعت في الصين على أيدي أناس لا يعرفونك، وانما يعرفون البزنس فقط .... ولا تضفي العباءة الوجاهة والوقار عند فقراء الوجاهة والوقار.

إن القيمة الحقيقية يا صاح، ليست بالعباءة بل بمن يرتديها فهناك من يزين العباءة وهناك ممن العباءة تزينه!!

المواقف كفيلة بإظهار معادن الأشخاص، كفيلة بتغيير نظرتك تجاههم، بعضهم لا تفارق العباءة بدنه ولكنه لا يساوي ثمنها ولطالما رأيناه غائبا عن أي موقف أخلاقي يُطلبُ منه، رأيناه حاضراً في قاعات ال شّووالعرض والجاهات، يتهرب عند اللزوم من الردّ على الهاتف لأنه لا يملك موقفاً أخلاقياً أصلاً! لكنه لا تفوته وليمة في الولائم، أفعاله لا تتعدى أقواله حلو اللسان قليل الإحسان، يدعي الشّيخة وهو ليس من أهلها، ديدنه إثارة الخصام والطعن بالكرام ونكران الجميل.

مثل هؤلاء لا نأسف عليهم ولا نعيرهم الاهتمام، والابتعاد عنهم راحة وغنيمة. والبعض الآخر وهم كثر سواء ارتدوا العباءة أم لم يرتدوها طرقهم شريفة ونفوسهم عفيفة بصماتهم واضحة وعقولهم راجحة وأعمالهم صالحة، يجمعون ولا يفرقون يُستَنْجدون فيجيبون، إن طُلبوا أعطوا وإن وعدوا وفّوا، في المواقف الاخلاقية بارزون وفي الخير حاضرون وعن الملام بعيدون، أخلاقهم عالية وأساليبهم راقية أولئك الذين نستأنس بمجالستهم ونفتخر بسيرتهم فلهم منا الإجلال والتوقير والاحترام والتقدير وحق علينا حفظ مقامهم وتلبية ندائهم وتعظيم جاههم وتكريم جنابهم والإشادة بأفعالهم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :