دائما وللأسف فان التفاصيل الصغيرة الموحشة تغتال الأماني الكبيرة من خلال هتك عُرى البُنى الزمانية والمكانية لينتج عن ذلك فراغ هائل تُرمّم المآسي امتداداته وطرقاته المتشعّبة .
أمانينا وطموحاتنا كبيرة تحتاج إلى أفعالٍ هادئةٍ وانسيابية بعكس التفاصيل الموحشة الراكضة وراء التتابع الصارخ الذي ينزلق بالأمنية إلى حدث.. والحدث إلى نتيجة.. والنتيجة إلى مآلاتٍ كثيرة قد لا تُحمد عقباها.
تذكروا أن النظرة الموفّقة إلى المستقبل تُغنِي عن الإنتظار المقلق.. وعسى أن يكون الرضى في الهمِّ لا الوهم.. والعزف لا العزوف.. والثبات لا الوثب.. والسكينة لا السُكنى في رياح الفجيعة .
يجب ان نعي اننا وكلما أدركنا اتسعت الحيلة.. وكلما اصطفينا ربحنا .. وكلما أنخنا أحطنا.. وكلما وعَينَا استوفينا.. وكلما لُذنَا أمِنَّا.. وكلما صفونَا نِلنَا.. وتلك عاقبة العقول المستنيرة .
لكن المصيبة أكبر حين يكون من بيننا من يؤسّسون في كل مرحلة لعمليات التدجين والشللية ، ويؤطّرون مطالبنا ومسارها لتتناسب مع اتجاه سياستها المرسومة ، ليصبح حالنا تابع ، وبوق للترويج ، لكننا نرى أن هذه المرحلة هي مرحلة هامة حقيقية لمشروع ينهض بنا ، يضم جميع الأطياف والاتجاهات مبتعدين به عن كل المهاترات .. ولنعلم جميعا ً أن ما ينقضنا بالفعل الثقافة والفكر النيّر لنكون الرؤية واضحة حين نسعى إلى معالجة الأزمات بالحكمة والموعظة و نشر الوعي السليم بين جميع مكوناتنا الاكاديمية منها والمهنية وبدون ذلك لن يكون تغييراً فعالاً ..
يجب أن تبرز النخب الحقيقية التي تهمها بالفعل مصلحة المعلم .. ونغلق الباب أمام النخب البالية والتابعة الراقصة على أزماتنا والتي هي بالفعل من ازمات الوطن .