غصة الأماكن26-04-2007 03:00 AM
كان بيت أحلامي بامتياز، ثلاث غرف تستأذن الشمس جدتي لتدخلها من شبابيكها الثلاث الدافئة التي خلت من الزوايا الحادة، وأمتلآت بنداوة الخشب المعتق،تجتمع غرف جدتي في ساحة صغيرة تتوسطها دالية و"إمعِرش خشب" يتكئ على الدالية في تناغم رائع... ما يحيرني في تلك التفاصيل ذاك الباب الحديدي الموصود في طرف "الحوش"، الذي كان يخفي ورائه "كما كنت أسمع" من جدتي والكبار بئر ماء وشجرة تين زرعها جدي بيمينه قبل ان يستشهد عن عمرٍ فتي مابرح الثانية والعشرين في معركة"باب الواد" في القدس عام 1948، لم يعد جدي من يومها للمكان...لكن كنت أتساءل وقتها لماذا تذهب جدتي "سلمى" حيث البئر وتمنعنا من اللحاق بها من خلال تكليفنا "بشطف الحوش" أو تنظيف ورق الدالية الهرم المتساقط الذي كنت أجمعه بشوق كبير، وأحتفظ بجزء منه بين أوراقي ، وتخرج جدتنا بعدها من ذاك الباب الحديدي حاملة بين يديها أوراق تين كبيرة جافة، وربما دمعة صامت علا عليها صوت الأحفاد ولعبهم بالماء وصوت تلقيف السلحفاة الكبيرة بين أيديهم ... |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة