الأردن يعتبر من الدول الفقيرة بالنسبة للأشجار الحرجية لأن الأحراش الموجودة لدينا تتناقص باستمرار بسبب السرقات والحرائق المفتعلة ولأننا لا نقوم بزراعة الأشجار بشكل كثيف حتى نعوض عن الأشجار التالفة .
في عيد الشجرة من كل عام نقوم بزراعة الأشجار في بعض المواقع بشكل رمزي وبأعداد قليلة جدا وحتى بعد زراعة هذا العدد القليل من الأشجار لا توجد أي عناية بها من قبل الجهات التي زرعتها فيموت معظمها .
في بعض بلاد العالم تقوم حكومات الدول ومؤسساتها بزراعة مساحات شاسعة بالأشجار وذلك عن طريق حملات شعبية كبيرة وعن طريق تجنيد آلاف الطلاب ليشاركوا في هذه الحملات وقد يزرعون في بعض الأحيان مليون شجرة مرة واحدة وهذا ما جعل بلادهم خضراء وغنية جدا بالثروة الحرجية .
في بلدنا مع الأسف الشديد ليس هناك اهتمام حقيقي بزراعة الأشجار والجهة الرسمية المسؤولة عن ذلك هي وزارة الزراعة .
حتى نتمكن من زيادة الرقعة الخضراء في بلدنا ونتغلب على التصحر وعلى امتداد العمران على الأراضي الزراعية يجب على وزارة الزراعة أن تقوم بحملات شعبية تطوعية لزراعة آلاف الأشجار في مختلف مناطق المملكة وأن تستغل طلاب المدارس والجامعات للمساعدة في هذه الحملات حتى يصبح الأردن بلدا أخضر وجميلا أما أن لا تقوم وزارة الزراعة بدورها الأساس وهو تخضير الأردن فما الفائدة من وجودها إذن ؟.
لقد طالبنا مرات عديدية بزراعة جوانب الطرق الخارجية بالأشجار خصوصا الطريق الصحراوي وقد أصبح الأمر ضروريا الآن خصوصا وأنه يجري الآن بناء هذا الطريق من جديد لذلك فإن تشجيره أصبحت مسألة ضرورية جدا لأن الأشجار تمنع وصول الغبار في فصل الشتاء إلى الطريق الذي يحجب الرؤية عن السائقين.
المطلوب من وزارة الزراعة أن تضع خطة استراتيجية طويلة الأمد لتشجير جميع مناطق الأردن وأن تكون هناك قوانين صارمة جدا لكل من يتعدى على الأشجار حتى يحسب لصوص الأشجار ألف حساب قبل أن يقوموا بقطع الأشجار أو حرق الغابات والأهم من ذلك أن تشق طرق وسط الغابات لكي تتمكن اطفائيات الدفاع المدني من الوصول إلى أماكن الحريق في حالة حدوثه لا سمح الله .
والمطلوب أيضا من وزارة الزراعة أن تستغل الطاقات الطلابية في زراعة الأشجار لأن طاقة الطلاب طاقة هائلة ويمكن أن تؤدي إلى نتائج غير متوقعة .
الدستور