الاردن والسعودية في قمة القدس
عبدالله وشاح
16-04-2018 06:39 PM
تناول الإعلاميون و المحللون و المغردون جميع جوانب القمة المنعقدة في الظهران، واشبعوها تحليلاً و تمحيصاً بين متحيزٍ لموقف الرياض، وبين مدافعٍ عن الدوحة، وكما هي العادة انحرفت تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن جوهر الموضوع، والتقفوا سفاسف الأمور.
بغض النظر عن اي تحليلات و مواقف سابقة، و نتائج القمة المستنسخة من سابقاتها، ما اثلج صدري حقيقةً تقارب المواقف الأردنية السعودية، و اللقاءات و الصور التي اكدت على عمق العلاقة الأخوية بين البلدين، ناهيك عن تكذيب الاشاعات التي تداولها الناشطون قبل شهور، والتي حاولت من خلالها تشويه العلاقة بين جلالة الملك واخيه خادم الحرمين وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
تسمية القمة التاسعة والعشرين باسم قمة القدس؛ كانت رداً عملياً على من حاول التشكيك بدور المملكة العربية السعودية على دعم صمود الأشقاء الفلسطينيين، وكذلك دعم الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية، بالإضافة الى التبرع السخي لدعم اوقاف القدس ووكالة الأونروا، لتكون القدس كما كانت دائماً هي القضية الأولى لكافة العرب.
العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، وتماهي المواقف السياسية كذلك يقوي من موقف البلدين على جميع الصُعد و في شتى المجالات ؛ فمثلا ً: اجتماع قوة الأردن وعلاقاته المميزة مع المجتمع الدولي ، مع الإرادة القوية والحزم والعزم السعودي سينتج عنه قوة عظيمة لمواجهة اي تدخلات خارجية في المنطقة، وصناعة رأي عام دولي داعم لموقف البلدين.
كذلك مثلاً: اجتماع الخبرات و القدرات الأردنية، مع الموارد الاقتصادية السعودية؛ سينتج عنه مشاريع اقتصادية ضخمة قادرة على تحويل المنطقة من مصاف الدول النامية الى اوائل الدول المتقدمة، واقرب مثال على ذلك قد يكون مشروع "نيوم" والذي يعد تنفيذه اقرب الى تأسيس دولة ببنيةٍ وقوانين ودستور من الصفر.
امتداداً للروابط التاريخية والعلاقات القوية بين البلدين، رسَخ الزعيمان هذه العلاقة من خلال عدة لقاءات وزيارات و عمل
على ارض الواقع، فقد ابتعث جلالة الملك مدير ديوانه الملكي السابق الدكتور باسم عوض الله ليكون المبعوث الخاص لجلالته الى السعودية، بالمقابل عين خادم الحرمين سمو الأمير خالد بن فيصل سفيراً له لدى المملكة الاردنية الهاشمية، وهذا ان دل على شيء فانما يدل على الاحترام المتبادل بين الطرفين في اختيار المملثين لهم من الأوزان الثقيلة.
قد لا يروق للكثير من المتابعين ما ذكر انفاً، ويعود ذلك لقناعاتهم التي بنوها على رسائل واتساب لقصص مفبركة، ومقالات على مواقع اخبارية خارجية مجهولة، وعن تحليلات في ظاهرها تدعم فرضيات النزاع بين البلدين، والسبب الرئيسي حسب تقديري ضعف الاعلام الرسمي لمواجهة مثل تلك الحملات – ويطول شرح ذلك- ولكن الأهم الان؛ النظر لما حصل بنظرة ايجابية وان كان دون مستوى ارادة الشعوب، واعتبار اي تقارب بين الدول العربية مكسب بحد ذاته، ويعد خطوة عملية لقطع الطريق على المشككين واصحاب الاجندات السوداء لمن لهم رغبة بزرع الفتنة بين الأشقاء، متمنياً بأن يأتي يوم تكون قرارات القمة العربية بمستوى رغبة الشعوب العربية الكادحة.