حكايةُ حبد. لانا مامكغ
15-04-2018 01:00 AM
لمحَها من بعيد... فكاد يُكذّبُ عينيه، إذ كثيراً ما كانتا تخذلانه، خاصّةً حين كان يقتربُ من نساءٍ يُشبهنها، لينتهيَ الأمرُ بخيبةٍ وخذلانٍ وحرجٍ بالغ... لكنّها هي هذه المرّة، مشيتُها، لفتاتُها، حركاتُها، ضحكتها... فصاح بلا وعي: « هي أخيراً... ربّي، شكراً على هدّيتك لي بعد سنوات البعد والفراق... ربّي، ساعدني، قلبي يكادُ يطيرُ من صدري « وتسمّرَ في مكانه وسط المارّة، حتى ارتطمَ به بعضُهم دون أن يشعر... وكالمأخوذ سارَ باتّجاهها ليقفَ أمامها مذهولاً ويحيّيها بصوتٍ متهدّج لم يعلم كيف وجدَ القوّة لاستخدامه أصلاً... نظرت إليه بدهشةٍ سرعان ما تحوّلت إلى فرحة... فابتسمت بارتباك دون أن تتمكّن من ردّ التّحية... حتى سادَ بينهما صمتٌ بدا كالدّهر... ليقطعَه أخيراً بسؤالٍ ملهوفٍ عن رقم هاتفها بعد دقائق، تصافحا بموّدّة، وغادرا المكان ليمضي كلٌّ منهما في طريقه، وصلت هي إلى بيتها، فكان أوّلُ ما فعلته أن ألقت بنفسها على أقرب مقعد لتجلسَ ساهمةً، ثمَّ لتتنهّدَ طويلاً وتقول: « ليس هو الذي يمكن أن أضّحيَ بحرّيتي من أجله بعد السّنين تلك كلِّها... رجلٌ محترم لاشك، لكن ليس بيني وبينه ما هو مشترك... مخلوقٌ مختلفٌ عنّي تماماً... أشكرُ القدّرَ الذي لم يجمعني به في الماضي ثمَّ قامت لتدور حولَ نفسِها باضطراب وهي تبحثُ عن حجّةٍ مناسبة لتعتذرَ له عن عدم الارتباط ِ دون أن تجرحَه في مكانٍ آخر، كان يجلسُ هو مُطرقاً حائراً وقد وضعَ رأسَه بين كفّيه وهو يتمتم: « أيّ وهمٍ ذاك الذي أكلَ عمري وعذّبني؟ امرأةٌ ممتازة، لكن لا تشبهُني أبداً... ليست تلك التي يمكن أن أقضيَ معها ما تبقّى لي من عمر... لكن أرجوكَ يا إلهي، ساعدني حتى أنسحبَ من الموضوع كلِّه دون أن أجرحَ شعورَها« الرأي |
جميل ماكتب استاذه لانا نسيينا الواقع ولو لبره قصيرع من الزمن شكرا لكم
Beautiful...
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة