هذه الليلة اتفق بوتين وترمب: عدوان ثلاثي أم هراء وصفقة
14-04-2018 01:28 PM
عمون - لقمان إسكندر - "عدوان ثلاثي سافر اعتدت فيه أمريكا على النظام السوري" أم "هراء ثلاثي يعبر عن مواصلة المجتمع الدولي دعم نظام بشار الأسد"؟
الإجابة عن السؤال تقتضي تحديد الأهداف المعلنة من الضربة، وهي معاقبة بشار الاسد على استخدام الأسلحة الكيماوية بحق شعبه. فهل جرت معاقبة الرجل؟
سياسيا، ولمن يقف على أرضية رفض التدخل الاجنبي في الدول العربية، فإن الوجود الايراني والأمريكي والروسي والتركي في الارض العربية استعمار بأوجه متعددة.
لنبدأ من هنا، سواء كان المستدعي النظام السوري المرتبط بأجندات أجنبية أو المعارضة المغموسة بأهداف غربية.
دعونا نتفق على أن جميع الأطراف في سوريا لا تمتلك حق استدعاء الاجنبي إلى أرضه. حتى وإن كان المستدعي هو النظام نفسه. فارتهان الاسد وقراره لموسكو لا يقل عن ارتهان قرارات الانظمة العربية للعواصم الغربية. وهذا بالضبط ما يفسر ما جرى فجر اليوم.
هي فوضى مشاعر تنتاب الرأي العام العربي على "العدوان أو الضربة" وتعبر عن عجز الانظمة العربية، فالقطيع شارد والراعي خان والصحراء واسعة والذئاب تتخطف الغنم من كل ركن.
كان أحد السيناريوهات لتنفيذ تهديدات ترمب أن تختار الولايات المتحدة الرد المحدود زمانيا ومكانيا وبصورة شكلية، في ترجمة تشي بتوقيع صفقة بين موسكو وواشنطن على حصصهما في سوريا. وهو ما جرى فجر اليوم، وعبّر عنه البنتاغون بصورة ساخرة، وهو يقول: دمرنا الأهداف التي تم تحديدها في سوريا والهجمات انتهت. فيما دخل الرفاق في منظومة جدل على قدرة الدفاعات الجوية للأسد على صد الهجوم. ثم قالت دمشق: "الضربة لم تكن موجعة".
بين كبسة زر الرئيس الامريكي دونالد ترمب مهددا متوعدا، وكبسته الثانية التي تراجع فيها، عقدت صفقة ما بين موسكو واشنطن.
كنا نود لو انهما اختلفا، لكنهما كالعادة لا يتفقان على شيء كما يتفقان على العرب.