ماذا بعد تغريدات الرئيس ترامب؟
د.محمد جميعان
14-04-2018 02:22 AM
ربما الرئيس الامريكي ترامب نفسه لم يكن يتوقع ان هيبة وتأثير بضعة تغريدات له على تويتر سترعب تحالف بشار ايران روسيا وتشل حركتهم الى حد غياب ارادة المواجهة قطعيا الا من بعض تهديدات وردت على لسان امين عام حزب الله في لبنان ومقتدى الصدر في العراق بانهم سيردون على اي قصف للاراضي السورية.
تراجع عسكري روسي مفاجئ في سوريا، و الأقمار الصناعية تكشف مغادرة 13 سفينة روسية من موانئ سورية ومواقع عسكرية خالية.
احاديث تتناولها المواقع الاكترونية والتواصل الاجتماعي عن هروب مليشيات ايرانية باتجاه الحدود العراقية، واخرى عن فقدان سيطرة في الشام ومدن اخرى، واكثر حول تدفق غير منضبط لوحدات عسكرية سورية خارج ثكناتها باتجاه الساحل ومناطق العلويين.
كل ذلك اثار تخوف الامم المتحدة التي سارعت بالتخوف من حالة انفلات وعدم استقرار في سوريا ، لتأتي آخر تغريدة للرئيس ترامب في هذا السياق ليقول فيها انه لم يحدد موعد الضربة الصاروخية، ويضيف ربما تكون قريبة جدا وربما تكون مؤجلة وبعيدة ، هذه التغريدة تاتي مباشرة تحدث فيها عن عرض كبير في الساعة الثانية بتوقيت دمشق ، وقبلها تغريدة يتغزل فيها بالصواريخ الجديدة الجميلة والذكية ويبشر بها الروس في سوريا..
فهل ما جاء من حالة انفلات اولية في سوريا هي ما جعلت ترامب يغرد بالتراجع نسبيا ام هناك اسباب اخرى تقف خلف ذلك ؟
بلا شك ان جماعات بشار وايران والروس، التي قتلت وابادت مليون سوري وشردت بضعة ملايين، وجعلت من بعض المدن السورية خرابات وهياكل ابنية في حين انهم يفرون مذعورين امام بضعة تغريدات للرئيس ترامب جعلت منهم حالة هشة وجعلت من الرئيس ترامب صاحب قدرات فردية في الحرب المعنوية عبر تويتر فضلا عن عظم قدرات بلاده العسكرية والاقتصادية ..
هذا المشهد التحولي غير المتوقع "في تقديري" الذي يعتبر انجازا معنويا كبير لترامب وامريكا (ليس هنا مكان تفصيله) ، هو ما يقف خلف التراجع النسبي في مواعيد ونوعية الضربة التي غرد بها ترامب، وهو ما يسمى بالعلوم السياسية والعسكرية بتطوير الاهداف الذي عادة ما يتعاظم عندما يحدث انجازا كبيرا حتى وان كان معنويا قبيل او اثناء العمليات العسكرية.
كان ترامب يطمح الى معاقبة بشار وتاديبه وربما اسقاطه عندما وصفه بالحيوان في اعقاب ما جرى من ابادة بالغاز الكيماوي في دوما ، ولكن ما طرأ وجعله يؤجل الضربه انه طور اهدافه بشكل متعاظم على ضوء هشاشة الخصم وحلفائه.
وهنا الحديث عن تخمينات حول نوعية الاهداف الجديدة ولكن ما ظهر من تصريحات مفادها ان امريكا الان تسعى الى وضع حد لما يجري في سوريا في اطار وضع نهائي الذي لن يكون بعيدا عن اعادة تشكيل المنطقة وابعاد ايران وتحجيم حزب الله وتنصيب قيادة " معتدلة " ربما بالانتخاب والاشراف الدولي لتولي ادارة سوريا الجديده.
drmjumian7@gmail.com