الأسد في اللاذقية .. وواشنطن توسّع قاعدة أهدافها السياسية .. فماذا عن السيناريوهات؟
12-04-2018 09:20 PM
عمون - لقمان إسكندر - لم يتأخر الرئيس الامريكي دونالد ترمب عن استخدام 59 صاروخ كروز من طراز توماهوك لضرب الاسد في مطار الشعيرات. فلماذا تأخر اليوم؟ وهل يعد لصفعة أو صفقة - لا فرق - أبعد من معنى 'قرصة إذن' الذي مارسه بعد هجوم الأسد الكيميائي على خان شيخون في الرابع من نيسان أبريل الماضي 2017م، وأدى إلى مقتل 100 شخص وإصابة 450 آخرين.
حرب استعمارية بثوب أخلاقي
أخلاقيا يمتلك القتلة من الغربيين امريكيين وأوروبيين وجاهة أخلاقية لقصف القتلة من النظام السوري والإيرانيين، فالمنظمات العالمية الصحية والحقوقية منحت الشرعية الاخلاقية بعد استخدام الأسد للكيماوي، كما فتح الفاتيكان بابه وقال: لا يوجد حرب طيبة وغير طيبة، وعلى القتل في سوريا أن يتوقف.
الاسد في اللاذقية
أعلن مؤخرا البنتاغون انه رصد مكان رئيس النظام السوري بشار الاسد، فيما حددت المخابرات الامريكية حدده مكانه بعد أن هرب من دمشق الى اللاذقية. لكن من قال إن احدا من الاطراف المتصارعة يريد إزاحة الاسد عن دمشق، خاصة وان وجوده يحقق الشرعية القانونية لأعدائه بعداوته، كما حلفائه بوجودهم في شام العرب.
توسيع قاعدة أهداف الضربة.. وماذا عن السيناريوهات؟
العالم اليوم بين سيناريوهات عدة في سوريا، أقلها عنفا ستبدو الضربة المحدودة زمانا ومكانا. على أن هذا السيناريو يبدو مستبعدا نظرا للوقت المأخوذ اليوم استعدادا للضربة.
في ضربة الشعيرات الخاطفة أفاق الناس على هجوم ترمب الصاروخي، من دون أن يستأذن أحدا بعد أن منحه الاسد المبرر الاخلاقي.
لكن هجوم الشعيرات لم يسفر عن تغيير جدي في قواعد اللعبة، وانتهى الأمر عند هذا الحد فقط. أما اليوم، فالأمر يبدو مختلفا، تشترك فيه عدة دول ما يعني توسيع قاعدة الأهداف السياسية والعسكرية لرد واشنطن، من دون أن تكتفي بمعاقبة دمشق على الكيماوي.
ويظهر السيناريو المحدود شبيه إلى حد بعيد بضربة الشعيرات. ووفق تعبير خبراء عسكريين على إطلاع وثيق بالساحة السورية، فلا يمكن أن تتراجع واشنطن عن تنفيذها للضربة، حتى لو كانت مجرد مسرحية.
أما ثاني السيناريوهات: فهو 'عدم الرد'، وهذا السيناريو مستبعد، ويعني في حال وقع، عقد صفقة أمريكية روسية لطرد إيران من سوريا، وتطبيق الرؤية الأمريكية للحل في سوريا عبر مرحلة انتقالية استنادا الى قرار 2245 الذي يدعم عملية سياسية بقيادة سورية تيسرها الأمم المتحدة، وتقيم في غضون 6 أشهر حكما ذا مصداقية يشمل الجميع ولا يقوم على الطائفية وتحدد جدولا زمنيا وعملية لصياغة دستور جديد. وهو سيناريو ستستميت طهران لعدم انجازه لان فيه انتحارها.
وكان الرئيس الامريكي طالب بوتين بتقديم تنازلات كبيرة في سوريا. ولا يوجد تنازل أكبر من موافقة الروس على خروج الإيرانيين من الشام، إلا أن عقبة هذا الخروج انه ليس بيد موسكو.
هنا يدخل السيناريو الثالث، الضربة الشاملة، وهو فتح 'عدّاد' الضربات الأمريكية على مصراعيها زمانا ومكانا، وما يدعم ذلك تصريح الأمريكان عندما قالوا 'لا جدولا زمنيا للضربات' - أي إذا بدأت فإنها لن تتوقف، وستحرص الدول المشاركة في الضربات على تكرارها، في شكل قريب لضربات التحالف الدولي ضد داعش.
وفي هذا السيناريو ستقصف المقاتلات الامريكية المقرات والمراكز التي لها علاقة بإنتاج واستخدام الكيماوي، وهو ما يعني 'مطارات ومراكز ابحاث وطائرات ومستخدمين اضافة الى منظومات الدفاع الجوي المنتشرة في سوريا - جبل قاسيون واللواء 105 الذي يخزن فيه السلاح الكيماوي واللواء 42 التابع للفرقة الرابعة في جبل المعضمية الغربية، والذي تخزن فيه قسم من المواد الكيمائية، اضافة الى مركز أبحاث جمراية، وبالطبع في الطريق ستقصف أجنحة إيران استنادا إلى الأهداف الصهيونية.
في كل الاحوال، ها قد تراجع الروس خطوة إلى الوراء، بعد أن أعادوا جزء من مقاتلاتهم إلى قوعدها في موسكو، كما أفرغت موسكو طرطوس من البوارج الروسية.
ما الذي يجري؟ سوريا بعد الغوطة ليست هي قبلها.