هل يا ترى سيأتي يوم نُشاهد فيه وزير التعليم العالي يتنازل ويحاول عمل "فرمتة " للنظام العولمي التعليمي الذي يشغله ،ويتنازل لساعة واحدة فقط لنعرف معه متى ستنتهي كوابيس ومشاجرات الجامعات التي جعلت جلالة الملك يهب للتدخل في الامر .
الأصل أن يستقيل الوزير بعد عدة مصائب كان أخطرها قضية أوراق التوجيهي قبل عامين ،ومع ذلك ظل وزير التربية والتعليم العالي صامداً ،وظل شموخه عاليا فهو قد يجد أن الأردنيين أقل علميا من أن يخاطبهم أو يعتذر عن إكمال منصبه أو عجزه عن معالجة "مجازر" الجامعات .
لا أنكر عبقريته العلمية واعترف بقدراته التفكيرية التي تصح لنظام تعليمي أوروبي وليس لمدارس يرتجف طلابها بردا أو إفلاسا بعد أنهكتهم الأبحاث التي يطلبها المعلمون –حسب الطريقة الأوربية المنقولة دون أن ندرس الوضع الحقيقي للطلاب وأن البحث ينهك جيوب آبائهم فوزيرنا يظن أن طلاب الأردن يملكون في بيوتهم خط انترنت 24 ساعة وكمبيوتر وطابعة ولا يعرف أنهم يحتاجون لأسبوع كامل حتى يحصلوا على دينار!!!
أعرف أن الوزير لن يقرأ ما أكتب لأنه يطالع على الانترنت اكثر.. ولكني أريد أن أطلب من أي فاعل خير ليتجرأ أن يتكلم معه و ليقول له كفى ! فالجامعات صارت منابع للعنصرية والعصابات وتصفيات الحساب.
الجامعات هي أملنا في التطوير والغوص في عالم المعرفة وليست ساحة عرض بطون الحسناوات وجل لشعور العشاق وليست حلبات مصارعة مثل تلك الني شاهدنا في فيلم "المصارع".
الأسباب معروفة فهي اختلافات و"قناوي" يقوم بها شباب من أجل عيون فتاة وقصص حب ووله أو تكوين عصابة للسيطرة على الاتحادات الطلابية أو عروض تبيح ساحة "السكوير".
فالنزاعات الطائفية ظاهرة للكل ولم نسمع من يمنعها حتى لا تحدث المشاكل الا عندما التقى برؤساء الجامعات جلالة الملك الاربعاء ،وحتى عندما تحدث لأنها تحل بفنجان قهوة أو واسطة ابن العم ليعود المذنب "وشلته "لضرب شاب من جديد، علما أن من أدخل هولاء الذين يحملون معدلات بسيطة الطرق التي حولت التعليم لتجارة تستهوي أصحاب رؤوس الأموال الذين يشجعون الحب والجلسات الغرامية التي تدر الأموال على متضمني الكفتريات وتجلبهم من كل بقاع الأردن .
صار واجبا على الوالد أن يشتري لأبنه أو ابنته بدل الكتاب والدفتر واقي من الرصاص، وخوذة وقنوة حتى يخرجوا من الحرم الجامعي آمنين .
فأنا ما زلت أتذكر الطالب المهذب تامر الذي تم الاعتداء عليه من قبل شلة تريد أن تبعده عن مقعده في الحافلة عنوة وتم إصابته بخلع بالكتف والحراس العجائز بنظرون بعين الخوف من أن تصلهم ضربة طائشة!!ولم تفعل الجامعة أي شيء يذكر .
يا وزير التعليم العالي... المعلمون في المدارس يُضربون والجامعات صارت خطرا على أبناءنا ففي كل أسبوع نشاهد اعتداءات جديدة ولم نشاهد قرارا واحدا منك لإيقاف المجازر، يشبه قرار منع الإرهاب فضحايا الجامعات فاقوا ضحايا الإرهاب، لا نريد عولمة بل نريد وجوه أبنائنا غير "مشطوبة" لتكون صورة التخريج واضحة بدون تحرج أو لمعة موس .
Omar_shaheen78@yahoo.com