عمّان .. مدينة الحب والشجون الابدية
فيصل تايه
11-04-2018 12:02 PM
ونحن نتأمل عمّان .. مدينة الحب والشجون نجد من الأمر عجباً عُجاباً.. لاننا نلاحظ ان كثيراً ما تخرج عمان من حلة الى حلة وكأنها فتاة بهية الجمال جموحة الفكر..فهي مدينة أجمل مما تتصورونها هكذا وأنتم تجلسون في اي بقعة في هذا العالم الواسع الرحب .
عمان .. مدينة المتغيرات الحضارية السريعة ومدينة التراث والطموحات التي لا حدّ لها.. وهي جغرافياً بجبالها السبع مذهلة إلى درجة الإلهام شعراً ونثراً وتاريخياً .. الرائعة المنيعة في خدرها.. ووطنياً هي صاحبة مزيج قل نظيره يجسد الوحدة الوطنية بابهى صورها بحكم وسطية موقعها بين أخواتها..فكثيراً ما لمت شمل الجميع وساهمت بكل غالٍ ونفيس لتكون في مقام الأم بلا قبل ولا بعد ولا حتى قريب او بعيد .. واما سياسياً هي الوعد والعهد.. عدوها الخيانة، وصديقها من يؤمن بحياة فضلى للاردنيين جميعا . واقتصادياً مدينة الأدمغة الحية من اجل ان تبدو عروس الحياه النشطة والابداع المتدفق من طموح كل الاردننين
اجتماعياً .. فعمان هي الفسيفساء والزخارف والنقوش الخرافية الخيالية تدور في عجلة اكتوارية الخُطى وأخرى متلازمة المعاني تصر أن يبقى لوجودها أثراً كبيراً لاستمراريتها .. تحافظ على حداثتها مرنة ، وأقدميتها مميزة.
اما عاطفياً .. فعمّان هي مدينة الحب والشجون، متمنياً ان تصدقوا ماأكتب فتخيلوها مستلقية على ظهرها مساء وأنتم ضيوف على حدائقها وشوارعها وحانتاتها و ساحاتها .. ستعضّون على شفاهكم كل مرة أنكم لم تعرفوها بهذا البهاء من قبل ، وقد تجدون، وأنتم تمرون على أرضها ، حالة السلام الداخلي والامن والاستقرار الذي يميز سكان هذه الجميلة الساكنة في عمق التاريخ .. وهي باقة سكانية ملونة بثقافات كل اطيافها والوانها ومشاربها .. حين تجدون بها من يعمل بمنتهى الوطنية ولايعلم به أحد إلا الله، ومنهم من يتحمل أعباء الحياة طولاً وعرضاً ثم يرحل ولا يئن له إلا صمت المقابر.. وفيها تجد النساء معاول للوطن، فهن يحرثن العقول ويبذرن العلم ويحصدن أجيالاً من أولئك الذين نأمل أن يكملوا مسيرة الخير الوطنية تحت نفس الشعار وبذات القوة.
في عمّان .. لك مطلق الحرية .. تستطيع أن تفرش منديلك على رمل ساحاتها او على اطاريف ممراتها .. فأنت ضيف على الجميع .. لك أن ترشف قهوتك او كوب شاييك وأنت تراقب المارين على خط الحياة في متحف مفتوح.. أو تتنشق رائحة التراث في أبوابها القديمة ، من مدرجها الروماني وبقايا قلعتها الشامحة .. ومتحفها الجديد الى صرح شهدائها وجسرها المعلق و... و... فلك أن تصنع اكليلاً من دحنونها ومن أزهار الجبال وأنت ترمق المدينة بعين المحب من أعالي جبل التاج .. ولك أن تتناول في مطاعمها طعم الرضا المترف من أيادٍ لم يكبلها قيد أو يحول بينها وبين الحياة أجل.. لك أن تتهادى على شوارعها طفلاً صغيراً يتمردُ على أم حنون..لك أن تزور " البلد " وتتعشى عند شهرزاد ووتغدى في مطعم القدس وتفطر في مطعم هاشم وتزور شارع الرينبو وجبل اللوبيدة وشارع المدينة الطبية بحدائقه المستلقية على سفح هضبة نسجتها الطبيعة لها خصيصا ً لتكون قابعة على تلة بمنتهى العفاف.
واخيرا يا صاحبي لانك في عمّان .. لك أن تقبّل خد السماء..وتشاكس النجوم..وتحتضن السحاب..وتغني بصوت الحرية وتسبّح الواحد القهار..وتحتسي حلاوة الأسفار..وتغرد ملء شفتيك وأنت بين يدي مدينة احبها اهلها في كل زمان و مكان.. لا حدود لأي شيء فيها، ستغمرك الدهشة حين تنظر في مرآة الوطن وترى تلك الحانية تسافر مع طيور السماء يكسو جناحها الأمل.. كل شيء حولك خارج عن خطوط الطول ودوائر العرض..لأنك في أرض غير الأرض .. أنت في عمان .