ما أن انتهت اللجان الدولية من تدمير صواريخ أرض ارض الصمود ٢ العراقية المشتقة من صاروخ سام ارض جو بحجة تجاوزها المدى المسموح حتى بدأت صواريخ كروز وتوماهوك تنهال على مراكز الدولة في العاصمة العراقية بغداد.
ومع الصمود الاسطوري الذي ابداه الجيش العراقي في ام قصر كان من غير المقبول تصديق مشهد احتلال بغداد وانزال تمثال الراحل صدام حسين من وسط العاصمة التي تحصنت بأضخم الجيوش المدربة التي خاضت معارك الشرف والبطولة والفداء مدافعة عن دمشق وعن بوابة الأمة العربية الشرقية ورجمت الشيطان ب ٤٣ صاروخا وليس ب٣٩..
تهيئت بغداد لصد العدوان الأكبر في التاريخ الحديث وعلى الاقل كانت ستصمد ٣ شهور في أقل تقدير في انتظار الاشتباك البري مع مغول العصر الذين انتحروا على أسوارها في بادىء الأمر في معركة المطار ومن قبلها أم قصر وقتال الشوارع في المدن. بدت بغداد وكأنها تنتظر الثأر من العدو الذي طال انتظاره لجره الى معركة برية. الصحاف يتوعد العلوج في موعد قريب .. بغداد حينها بدت وكأنها الفارس الذي تلقى رمح الغدر والخيانة والوشاية من حيث مأمنه... بقي الجيش وبقي النظام حتى بعد انزال التمثال. ولكن اختفت جيوش العراق العظيم وكأنه حلم لن يفيق منه الانسان.
بغداد حبييتنا رمز الحضارة والثقافة والعلم تحت الإحتلال. ما أن بدأت المقاومة العراقية حتى انتقل العدو لاستخدام السلاح الآخر الفتاك ..وهو سلاح الطائفية حيث تمددت إيران في العراق برغبة أمريكية لتخفيف الضغط على الاحتلال وتحولت القضية إلى مذابح طائفية بإسم الصالحين الذين قضوا قبل مئات السنين وليس لهم ذنب فيما يجري غير أن أسماؤهم استخدمت لذبح الأبرياء باسم الدين والمذهب.. وتمضي الأيام ويولد داعش من رحم الظلم والتصفية المذهبية وتهيء له الأموال والسيارات الرباعية ويتسلمها بالمجان. لتبدأ مرحلة جديدة من التصفيات المذهبية وفصل من التجاوزات التي تقوم بها بعض المليشيات.
كلنا نريد عراق المحبة عراق الوئام عراق الجميع.. لكن هذا ما لم يحدث وخاصة أن العالم مشغول بسرطان داعش الذي يتمدد في سوريا والعراق ويجعل من موزانات الدول موجهة لقتال هذا السراب صنيعة الأجهزة العالمية.
عودي يا بغداد الى دورك والى اهلك والى بيتك العربي فكم نحن بحاجة اليكي هذه الأيام. نحتاج كل صوت غيور مثل صوت الحكمة في الكويت الحبيبة واميرها ونوابها ورئيس مجلسهم الشجاع.. فجراحنا كبيرة وكثيرة وبرغم جرحكي نحن واثقون انكي ستعودين كشمس طال غيابها في عتمة الليل الطويل.