يعلم الاشقاء الخليجيون , ومن خلال المحكات التاريخية, والمواقف التي تقاس بها مسيرة الدول , أن النظام الأردني نظام متوافق مع نفسه ومع شعبه, وأن الاردنيين كانوا وما زالوا متمسكين بالقيم النبيلة لمفاهيم الأخوة, والقومية , وان معاني العروبة لديهم مبنية على سلوك وليس مجرد شعارات وأقاويل تطرح بالمؤتمرات والجلسات الدبلماسية.
ويعلم الاشقاء الخليجيون بالذات أن المواقف الاردنية والسلوك الأردني لم ولن يسجل عليه شائبة اساءت أو تفردت أو انقلبت على الأجماع العربية والوجه العربي أو الموقف العربي , فالنظام الاردني يؤمن بأن قائمة الأمة لا يمكن أن تقف على أقدامها إلا إذا كان منطلقها الأمة وتفاصيلها أولويات الأمة.
فالأردن ونظامه السياسي كان وما زال وسيبقى ناصرا معاضدا ودافعا لكل ما يحقق كرامة العرب ومستقبل ابناء العرب غير آبه أو حانف من أن يجهر بموقفه وفي شتى اصقاع العالم ومن قلب عواصم صنع القرار العالمي , فهو النصير الأول للإسلام في محافل العالم وهو المدافع عن حاضر ومستقبل وموقف الأمة تجاه الخزعبلات التي تخرج علينا كل فترة وبمحاولات النيل من سماحة الدين الإسلام أو عظمة الإنسان العربي وماضية الذي يشهد بالعشرة أنه بريء من كل هذه المؤامرات التي تفرض عليه بحكم فرقتنا وحكم واقع القوي على الضعيف وبحكم مطامع الأخرفينا . وبمجرد النظر للماضي القريب يدرك الاشقاء كم هي المواقف التي سجلها الاردنييون نصرة لاشقائهم الخليجيين , بإعتباره واجب مقدس وفرض عين على كل عربي . فهكذا يفهم الاردنيون معنى الولاء للأمة.
يشهد اهل الخليج ان علاقتنا بأمتنا لم تكن لغاية ولا مطمع ولم نفكر دوما بأن تضحياتنا الاردنية التي نقدمها في كل الميادين يمكن ان نقابلها بثمن بخس أو حفنة دولارات أو مجرد مديح عابر مع كل هبة ريح ,فمن يعتقد ذلك أو يريد أن يقحم هذا الفكر لمخيلته أنما يضع السطحية والجهل مقابل الحقيقة.
فما قدمه ويقدمة الأردن وبكافة مكوناته انما هو ايقونة منفردة يتحمل فيها الوطن الاردني بكل مكوناته السياسية والإقتصادية والإجتماعية شتى انواع التحدي من أجل أن يبقى محافظا على ثوابته ونهجه ومسيرته , فلو فكر الاردن والأردنيون بأنفسهم مغلقين قلوبهم وعقولهم وعيونهم عن الأخوة العرب من حولنا وأغلقنا الباب على انفسنا منذ البدايات , لكان أي حقل قمح يكفينا , أو مصنع البان يغذينا أو نبع ماء يروينا؟ . لم ولن يكن بأدينا أن نقف متفرجين على مصائب الأمة أو ننعم بالخير والخيرات وغيرنا يقتل ويشرد ويجوع . فكانت الصدور مفتوحة قبل أن تكون الحدود , وكانت الايادي الخيرية تقدم لكل محتاج قبل أن نقول وضعنا وحالتنا ، فصوت الضمير والحق قادنا اليه ولاؤنا لأمتنا , ولم تقف مصالحنا عائقا أمامه , وكانت هي الثورة الحقيقية التي ينتصر فيها العربي للعربي.
اشقاؤنا بالخليج يدركون تماما أن الاردن مليء بالخيرات , ويكفي الإشارة إلى الموارد البشرية التي تستطيع أن تفعل المستحيل وفعلا تفعلها الأن بمثل هذه الظروف . ويدركون أيضا أن الأردنيون مخلصون مجتهدون , فهم يحترمون انفسهم وبالتالي إحترامهم لعملهم وإنجازاتهم وإبداعاتهم , لا يجاملون على حساب الأخرين، ولا يسيؤون لأحد . ويدرك كل من يعرف ماضينا وعايش تاريخنا وتعمق في مسيرتنا يدرك أننا العون الاصدق , والرؤية الأثقب ,والفكر الاصوب القائم على الإعتدال والوسطية , واحترام الجميع . وأن الاردنيين قادرين على أن يكونوا العون والسند لأي دولة عربية وأي شعب عربي , بغض النظر عن أوضاعهم وأحوالهم . وأن الأردن بنظامه السياسي نظام متكامل متجانس من الصعب اختراقة , ومن العبث محاولة المس به أو اللعب معه كما حاولت بعض الكيانات الدولية والإقليمية الراغبة تسخير الدول لأهدافها التوسعية وتحقيق مصالحها . وكم هي المرات التي تم فيها التآمر على الأردن وباءت جميعها بالفشل , على إعتبار هذه الكيانات لم تفهم واقع الأردن وطبيعته وأولوياته وإدراكه العميق والسريع لخزعبلات السياسة في المنطقة.
يدرك أخواننا في الخليج وخاصة المتعمقون ان العلاقة مع الأردن هي علاقة إستراتيجية واساسية , ولا يمكن التنازل عنها او التخلي عنها أو إضعافها وذلك لأسباب عدة اهمها : الواقع العربي الممزق الذي يحتاج إلى إعادة بناء بأولويات تعتمد الواقع وتفكر بالمستقبل وتأخذ بالإعتبار المتغيرات والمستجدات , والتوجهات العالمية والنظرة للمنطقة والدور العربي المطلوب , . وثانيا اهمية التعامل مع الغرب والشرق والأنفتاح على العالم بتشاركيات تتماشى مع الاستراتيجيات المصلحية التي تعتبر الأن هي اساس العلالقات بين الدول والتحالفات ومدى توظيفها لخدمة المصالح العربية.
بناء تحالفات اقليمية ودولية تضمن التواجد العربي بصنع القرار العالمي ويجعل من الأمة العربية طرفا هاما يؤخذ رأيه عندما تتقاسم دول القوة منافعها عالميا , بحيث يكون للوطن العربي الجزرة التي يسعى الجميع لبناء علاقات معها.
اعادة ترتيب البيت العربي وبناء تكاملية سياسية إقتصادية إجتماعية عسكرية , بعدما مزقتها التناحرات والخلافات ومحاولة الإستقواء التي حاولة بعض الدول فرضها على العديد من الدول العربية , بحيث تظهر شخصية الدول ولكن وفق إ"ار موحد هو الأمة وقوتها وتواجدها . وقد قطع الاردن شوطا كبيرة في فهم المعادلة الدولية وطور شبكة العلاقات التي تمهد للعب >ور اكبر وأعظم , بحيث يكون هذا الدور اعظم في حال كان عربيا متكاملا.
الخليج هو أحوج الأن للم الشمل العربي ، وتوحيد الأمة أمام الأطماع الخارجية وخاصة في دول الخليج , خاصة بعدما انكشفت النوايا وبدأت التحديات تفرض وجودها في المنطقة , وأن المواجهة قادمة لا ريب في ذلك ,خاصة بعد الممارسات وتسخير الدول والأنظمة وجمع التحالفات إستعدادا للهدف الأكبر ال ال وهو الخليج . فالخليج اكثر حاجة لتشكيل القوة العربية التي تواجه اطماع الطامعين في المنطقة وتفويت الفرصة عليها من الإلتفاف على الدول العربية , خاصة وأن الخليج وبالذات العربية السعودية والإمارات المرشحتين الأكبر لتبني هذا الملف والبدء بخطواته . فبناء التكامل الإقتصادي والاستفادة من الميزات النسبية للدول العربيية سوف يشكل مبادرة كبيرة ومشروع ناجح في إعادة النهضة الإقتصادية العربية . وبنفس الوقت القارب السياسي والإجتماعي وجعل من الأمة العرية ايقونة سياسية من الصعب على أي أحد أن يخترقها, وعندها سيجد الخليجيون بأن الأردن من أكثر الدول قربا وتمسكا وإصرارا وعملا لإنجاح هذه الإستراتيجية . نتطلع للإشقاء على الدوام لحظة الضوء والإنطلاقة خاصة ونحن في ظرف ووقت يؤهلنا جميعا لأ، ندافع عن ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا.