تطرف الوسطية و الاعتدال الديني !
فارس الحباشنة
08-04-2018 10:46 PM
الوسطية و الاعتدال بضاعة راجت في مناهضة الانظمة العربية للحظة التاريخية لاصلاحها وشرعنة مرجعياتها، وضد الارهاب و التطرف .
حرب وظفت بها بضاعة الاعتدال و منتجعات الوسطية ، وظفت كاسلحة متهالكة ، كتقديم وصفات وروشتات للاسلام اللين و المرن ، ودعاة "المودرن و الكاجول " ، في استعراضات تلفزيونية يفتحون بها بواطن العفن لفتاوي تبرر مثلا هوسا جنسيا جمعويا .
هي مساحة تركت لتلك الابواق و الاصوات العالية لكي تحارب في أرض السلطة الحائرة و المتخمة بالاسئلة السياسية الفاضحة و الساخطة و الناقمة ،وعلى انقاض مساحات للتعبير ملطومة و مقفلة و مكبوتة .
لا قلاع للاعتدال و الوسطية ، وما تم بنائه هي مجرد هياكل ديكورية لاغراض الدعاية و الترويج و الاستهلاك ، كمراكز لتمرير صور عن الاسلام الوسطي الجميل و اللطيف الى العالم .
وما أن يعود فقهاء ورجال دين و اكاديميون في كليات الشريعة ليفجروا فتاوي " خمس نجوم" في فض بكارة الاعتدال والوسطية و الانحياز بلاوعي الى مربع التطرف و انتاج فتلوي ممزوجة بكراهية دينية اجتماعية .
وفي فهم الوسطية لا تعرف ، هل هي مساحة مثلا أو حيز مكاني على الخط الزمني و الفكري للدين، أم ما هي كينوننتها ؟ ثمة ما يستوجب البحث و التعمق و التحري بدقة خالصة للتعرف على هويتها .
هي بضاعة سلطوية ، و عندما تكون السلطة تعيسة فانها تندفع لحماية وجودها الى خيارات بائسة و عديمة ، تتبارى على مساحة دينية خوفا أن يحتلها نفوذ لجماعات دينية أخرى ، الاخوان المسلمين صارعوا بايدي ناعمة وخشنة على تلك المساحة .
الاعتدال "وصفة خافتة" ، ويبدو أن الاهتمام الرسمي بها ينكمش بالتدريج . فلم يعد ذلك التحالف قائما في لحظة احس به البيروقراط المتكلس و المتلبد بضرورة صناعة بديل ديني /سياسي واجتماعي . على أعتبار أن اللحظة كانت متفجرة في تهافت الخطاب السياسي العام نحو الديني سواء على مستوى الاخوان المسلمين و داعش واخواتها .
اكتشفت تلك الملامح في معركة ، وهكذا تعاملت سلطة مهددة ، و لبست الاعتدال و الوسطية ثباب التنوير ، فلعله يمتص من شراسة داعش و افراط شهوة الاخوان المسلمين في السلطة ، وحيث تتحرك بمكنون كاشف لسلطتها الناعمة والرخوة التي تضع الاعتدال والوسطية ومؤسساتها في مكنون الكهانة الاسلامية .
وثمة حقيقة لابد م الالتفاف اليها ، حيث أن دعاة الاعتدال و الوسطية لطالما رفضوا أن يفصحوا عن تكفير داعش و أن كفروها في مواضع وامام مرمي أعين السلطة فانهم يتلفون على فتواهم و يسحبونها بدعوة دينية تحرض على الكراهية و التطرف .
الاسلام يعاني اليوم من محنة بالغة . والاسلام لفاقد لتجديد والنهوض الحضاري واعادة البناء فكريا ، هناك مشكلة عويصة بالافكار .
وما يسود من اعتقاد عام حول الوسطية و الاعتدال هي مجرد نتوش قاتلة ومدمرة ومفجرة لروح الحضارية للاسلام المتسامح . فالاسلام احوج الى مراجعة تصحيحية بالافكار و الى تقويم مرجعيات لاعقلانية في المرورث مازالت تسمح بطاغوتها على العقل الديني .