الاردنيون محبطون ومزاجهم سيّء
النائب الاسبق م.سليم البطاينة
07-04-2018 11:09 AM
شعوراً بالاحباط والاكتئاب ملازماً للأردنيين منذُ فترة ويزداد يوماً بعد يوم ، ومزاج سيّء ومزعج يسيطر عليهم !!!!! فالفقر والبطالة وضيق الحال والعوز وغياب العدالة الاجتماعية تتعمق سريعاً !!! فالفقير والغني وميسور الحال يشعر بالاحباط ؟؟؟ فالظروف الصعبة التي هم بها الأن جعلتهم يفقدون الثقة بمن حولهم !!! فتسبب ذلك باثاراً نفسية على تفكيرهم وسلوكهم !!!! فحين تضعف الإرادة وتلين العزيمة ، فأن النفس تنهار لشعورها بفقدان أمانها الاجتماعي ؟؟؟؟ فالأمن القومي للبلاد مرتبط بمفهوم السيادة ، أما الأمن الاجتماعي فهو الأخطر لأنه عابراً للحدود ولا يحمل طابعاً عسكرياً مباشراً !!!! ففي غيابه يظهر ما يسمى ( المأزق الأمني المجتمعي) Societal Security Dlilemma ) !!!!!! فما اكثر الهواجس والمخاوف التي تعترينا من حين لأخر !!! فالإحباط كلمة في حد مكونها تحبط ، وتصيب النفس بالاكتئاب !!!! فاينما تذهب تسمع هذه الكلمة من الأردنيين وتشعر بحالة إحباطهم ويأسئهم ؟؟ فالكل يسئل الى متى سنبقى على هذا الحال ؟ والى أين نحن ذاهبون ؟ وفِي اَي اتجاه ؟؟؟؟؟!!!!!! سؤال يصطدم بالباب الرئيسي للفكر والعقل ، ولكل من له عقل وفكر في هذا الوطن ، وكل من يتعدى بصره وبصيرته موقع القدمين الى الزمن البعيد والزمن القريب المقبل ؟؟؟؟
فالاحباط أفرز حالة من القلق والفوضى في حياة الناس ، فهم أشبه (بالفوبيا) مما يحدث !!!!!!!! والذي عمل على تعميق هذا الشعور هو فشل السياسات الاقتصادية والاجتماعية ، اضافة الى قضايا الفقر والبطالة ، والمستوى المعيشي للمواطنين ؟؟؟ فالوعود كثيرة من دون نتائج ملموسة ، فالبلاد بحاجة الى عملية ترميم ، والترميم صعب جداً وأصعب من البناء ، لكنه حالة سريعة ربما تعالج ما يمكن معالجته !!! فقد فقد الأردنيين شعورهم بمتعة الأشياء التي طالما استمتعوا بها؟؟؟ وباتوا على قناعة تامة وعميقة بأن ازمتهم الاقتصادية مزمنة وليس لها حلول والقادم أصعب على ما يبدو ؟؟؟؟ ويتسائلون فيما بينهم ،هل عليهم ان يتحملوا دون غيرهم التبعيات والإكراهات الناتجة عن أزمات الدولة ونتائجها العكسية ؟؟؟؟؟ فهم الان في حالة ذهول ويشعرون بأن دولتهم تركتهم في العراء دون إمكانات واستعدادات ، وأنهت العقد الاجتماعي معهم ؟؟؟ وتراهم الان يئنون في صمت من وطأة الحياة القاسية ، لكنهم يتطلعون في النهاية أن إحباطهم ليس سوى سحابة صيف عابرة ، لن تتمكن من حجب أشعة الشمس المشرقة عنهم٠
فالأردن يغرق كل يوم بمشاكله الاجتماعية والاقتصادية ، وأصبح تتجاذبه العواصف الهوجاء من كل جانب ؟؟؟ فالالاف الشباب عاطلون عن العمل وينتظرهم مستقبل مظلم ؟؟؟ وكم من الوقت سيمضي عليهم ليكونوا أنفسهم ويشقون طريقهم في الحياة !!!! والآلاف اخرى من الأسر الاردنية تعيش في حالة فقر مطقع ؟؟؟ !!!!!! فبات رب الاسرة محبط ، والمعلم محبط ، والتاجر والطبيب والعامل والموظف والمتقاعد وسائق التكسي محبط !!!! فالسياسة والاقتصاد سبب الاحباط والاكتئاب ، حيث نرى ان هنالك حالة من من الفردية يعيشها البعض بالتعامل مع الأزمة ؟؟؟؟ وهي عقلية للأسف لا تفهم المعنى الحقيقي للعلاقة بين المواطن والدولة؟؟؟ والتي هي عبارة عن وثيقة شراكة ( عقد اجتماعي) تؤطر العلاقة من خلال بيان الحقوق والواجبات !!! حيث يطلب من من الدولة توفير الحياة الكريمة لمواطنها من مأكل ومشرب ومسكن وتوفير فرص عمل لابنائها ، وغيرها من الحقوق التي لا يستطيع الانسان العيش بدونها ، ويكون للدولة عليهم حق احترام القانون والحفاظ على الأمن وتطبيق أوامر الدولة !! لكنه عندما تفشل الدولة تجاه رعاياها يبدأ المواطنين بفقدان ثقتهم بالدولة ويحتجون عليها ، فانعدام الأمن الاقتصادي هو قنبلة موقوتة ومعرضة للانفجار في اَي وقت اذا لم تتخذ الدولة إجراءات تلبي حاجات مواطنيها وخصوصاً الشباب !!! فالمعاناة تتواصل والجزء الأكبر من الأردنيين أصبحوا فقراء!!!؟؟؟