ما زال الأردنيون ينتظرون جديدا من وزير الأوقاف الجديد
أ. د. انيس الخصاونة
05-04-2018 05:22 PM
مضى قرابة الشهر على التعديل الوزاري الذي خرج بموجبه عدد من الوزراء ودخل آخرون وفي مقدمتهم وزير الأوقاف الدكتور عبد الناصر أبو البصل.وفي الوقت الذي لم يشكل التعديل الوزاري حدثا ضخما بالنسبة لقطاع معتبر من الشعب الأردني الذي اعتاد على كثرة تشكيل الحكومات وتعديلاتها ،فإن انضمام وزير أوقاف جديد للحكومة كان محط اهتمام وتركيز من السواد الأعظم من الأردنيين في النعيمة وديرعلا والفيصلية وحوشا وفقوع والعمري وذلك لأسباب تتعلق بصلة عمل الوزارة مع معتقداتهم ومناسكهم ومساجدهم وحجهم وعمراتهم .
الأردنيون في شتى مناطق سكناهم يتأثرون بسياسات وزارة الأوقاف وقرارات الوزير والمسئولين في هذه الوزارة.مساجد الأردن تأثرت بشكل مباشر بالقرارات السابقة للوزارة المتعلقة بالمسجد الموحد ،وقد شعر كثرا من المصلين ورواد المساجد أن القرار وإن كان يحقق السنة النبوية فإنه لم يكن منسجما مع المعطيات والوقائع على الأرض بسبب عدم وجود كراجات كافية لسيارات المصلين، مما ترتب عليه إغلاق بعض الشوارع والطرقات يوم الجمع ،كما أن كثرة عدد المصلين تجعل من كل مسجد حي مسجد جامع. والأهم من ذلك أن بعضا من المصلين يعانون من أمراض تحول دون تنقلهم من أماكن سكناهم للمسجد الجامع.
من جانب آخر فإن موضوع الخطبة الموحدة الذي فرض على الناس سماعها أصبح يؤرق المصلين ويجعلهم يشعرون بأنهم يتلقون محاضرات بدائية تركز على العبادات وتهمل موضوع المعاملات.بعض خطب الجمعة تتناول قضايا مثل حرمة الكذب والخيانة والزنا والحكم الشرعي في استخدام البوتكس لتكبير الثديين ونفخ الشفاه ، أو أنها تبرز فضائل نعمة المطر والزكاة ،وهذه أمور على أهميتها ربما تصلح لمخاطبة غير المسلمين ولترغيبهم بالإسلام. لم يكن الإسلام يوما بعيدا عن السياسة والاهتمام بشؤون المسلمين ولا نعلم كيف يمكن للمصلين أن يجلسوا يتسمعوا لخطبة عن الوضوء وأركانه في الوقت الذي تسيل أنهارا من دماء المسلمين في مناطق شتى من العالم؟ولا نعلم كيف يمكن أن يتحدث الخطيب عن جواز الطلاق على الواتس أب في الوقت الذي تحاك صفقات لتهجير الفلسطينيين والاعتراف بإسرائيل أو إعادة تقسيم ورسم حدود دول منطقتنا؟
توقعات كبيرة من الوزير عبدا لناصر أبو البصل بأن يعيد النظر بالخطباء الممنوعين عن إلقاء خطبة الجمعة في عدد من مساجد المملكة .بعض هؤلاء الخطباء علماء أجلاء يحب الناس الاستماع لهم ،وهم الأكثر حرصا على أمن الأردن والأردنيين.لا يجوز للحكومة ممثلة بوزير أوقافها أن يقرر مسطرته على شخوص بعينهم فيحرمهم من خطبة الجمعة ويحرم المصلين من سماع أمور مفيدة وذات صلة بدينهم ومعتقداتهم. نعم يمكن للوزير أن يضع معايير لمؤهلات وخبرات من يعتلون المنابر ولكن ليس من حق أحد أن يصنف الناس والخطباء ويمنع هذا ويمنح ذاك فرصة إلقاء الخطبة على جماهير المسلمين.
وزير الأوقاف الجديد مطالب بإعادة النظر في كثير من سياسات وزارته سواء السياسات المتعلقة بالمساجد أو الخطباء أو إدارة موضوع الحج وغيرها وها قد مض شهر على تقلد الوزير لموقعه وما زال الأردنيون ينتظرون فرقا أو فروقا في إدارة دفة الأوقاف.نعم سر الأردنيون بعض التصرفات الملفتة من الوزير الجديد مثل تواضعه واحترامه لموظفيه ومراجعيه وزهده في البهرجة والبريستيج واستخدام سيارة فاخرة من نوع "تسلا" يقدر ثمنها 80 ألف دينار وإصراره على استخدام سيارته الخاصة خارج أوقات العمل الرسمي ،ولكن ذلك لا يكفي حيث أن مهمة الوزير كبيرة جدا والوقت قصير ومحدود وقد لا يمهل الوقت الدكتور أبو البصل لإحداث تغييرات كثيرة وواجبة ، حيث أن التغييرات الوزارية متكررة وسريعة فهل يغتنم وزيرنا المبجل الفرصة لإحداث نقلة نوعية كبيرة في وزارة الأوقاف يلمس نتائجها الناس في شتى بقاع الوطن أم أنه يميل إلى أن يكون محافظا(conservative)متريثا مما قد لا يمكنه من تحقيق توقعات محبيه؟ هذا السؤال يبقى برسم الإجابة وستنبئنا الأيام والشهور القليلة القادمة بالإجابة عليه.