إتصل معي اخد الأصدقاء من شباب الأردن ،تعرفت عليه منذ خمسة عشر عاما ً في ربوع وادي عربا ،عندما كنّا نعانق تراب الوطن في رحلات المغامرة، لقد رأيت فيه نموذج الشاب المكافح المخلص للحياة ولأهله ولوطنه ،كان دوما عونا لنا في كل مغامرات بناء الأجيال .
إتصل بهدف ان يبارك لي بإستلام مهمة الواجب لمنصب "أمينا عاما لوزارة الشباب " وكذلك فعل الكثيرون من الشباب والأحبة والأهل والاصدقاء ،كل الاتصالات كانت جميلة تحمل في طياتها الكثير من المشاعر ولكني توقفت عند هذا الإتصال ...
ألو كيفك ...
صار عندي أمل ...
ثم خيم الصمت من الطرفين....
هدوء رهيب توقف عن الحديث وبدأت أستمع لصوت أنفاسه وحشرجةٌ في عميق الشهيق والزفير ، كان ذبذبات تترجم حديثا ً مكبوت منذ سنين ، وبدون اَي كلمات وداع إنتهت المكالمة .
نعم لقد إختزلت هذه الكلمة الموقف وجعلتني أتأمل بهدوء الأنفاس المعبرة عن عميق التعب والكبت المختزن في قلب شاب أردني لينقل لي أصعب مهمة وأكثر موقف تعقيداً ، لقد كلفني بصمته أن احافظ على الأمل الذي أحس به ، والأهم والصعب هنا كيف نجعل للأمل مكان بيننا يعيش فينا ونعيش معه .
إن الله سبحانه وتعالي يسخر الناس للناس ،لتقضى الحاجات بأمره وبتوفيق من الخالق عز وجل،نحن اليوم نقف على مفترق الطريق، حيث لافتة مكتوب عليها من هنا الأمل ولافتة أخري بلا عنوان أي الى المجهول .
نعم الخيار لنا وبالتاكيد نحو الأمل ، كفانا ترويجاً للإحباط والتذمر والتراجع ، لا بد من انطلاقة عنوانها عزيمة، نبضها مستمد من كل القلوب المؤمنة بأن التغيير يبدأ فينا وبنا ، لقد أكرمني الله بمعرفة المخلصين وكلفني بمهمة الخدمة العامة وبثقة مليكة وحكومية لأكون جنديا في فريق وزارة الشباب .
أقول رداً على الأتصال ...
صديقي الشاب الطموح ، شباب وشابات وطنا الغالي، بكم تزدهر الحياة ومعكم تترجم الآمال، حمى الله الاردن وشبابها وحمي الله مليكنا وولي عهده، عاش الشباب ،عاش الأردن .