أزمة قيادات مؤسسية حقيقية
فيصل تايه
02-04-2018 11:04 PM
بالفعل اننا في ازمة قيادة .. ونفتقر لقادة حقيقيين يملأون مناصبهم القيادية .. فمن المسؤول عن تجفيف المنابع التي تخلق القيادات وتجدّدها بل ونستنبتها .. رغم محاولات البعض لتقمص شخصية القائد دون قائدة .. ما يؤثر غياب القيادة على الكثير من المناصب لأسباب منها استشراء نظم التسلُّط والوهن وعدم الفعالية ..
في اعتقادي ان ذلك جاء لافتقارنا لاليات حقيقية فاعلة لتدريب وإعداد القيادات وتجدُّدها ، اضافة الى غياب التنشئة المهنية وتخلُّف النظام التعليمي وانعدام الفاعلية المجتمعية وغير ذلك مما هو معلوم عن المجتمعات العربية المعاصرة.
ما زالنا بحاجة الى استجابة للتحوّلات المجتمعية والتعامل مع معطياته التي جاءت بها ثورة المعلوماتية وتقنيات الاتصال, التي فرضت الحاجة إلى قيادة بديلة للأنماط التقليدية السائدة ، وذلك بتجاوز النمط الأحادي للقيادة ممثلاً في الفرد إلى نمط تعدّدي يستوعب التوجُّه المطلبي للمشاركة في صنع القرار والنظر إلى القيادة كوظيفة اجتماعية تفاعلية تعتمد على عوامل متعدّدة أهمها التخطيط والقدرة على استيعاب الواقع وتحليله وهنا يكون النمط المؤسّسي للقيادة بديلاً متاحاً ينظم الدور القيادي ويجسّد تعدّديته المؤسسية.
يجب ان تفرّ ونعترف ان الأنماط التقليدية للقيادة فقدت هرميتها المنتهية برأس أعلى للهرم في المؤسسة وكشفت المتغيرات عن ميلاد الأنماط الأفقية الشبكية للقيادة التي تعزّز مكانة الفرد في التأثير المجتمعي وهذا أمر فرضته طبيعة التغيرات الثقافية والتقنية حيث الفضاء الألكتروني المفتوح يعيد تنظيم التواصل بصورة مغايرة للسائد المألوف.