لماذا كل هذا الخلاف والجدل مع أو ضد النظام السوري وجيشه وسفيره السابق لدى مملكتنا الحبيبة؛ نحن داخليا في أمس الحاجة إلى رص الصفوف والوحدة الوطنية وعدم الالتفات إلى ما قيل وقال في خضم الصفيح الساخن الذي تعيشه المنطقة العربية برمتها؛ وآثار هذا الصفيح الملتهب على وطننا الحبيب في مختلف الأصعدة وكافة النواحي.
جلالة الملك ليس بحاجة لمن يدافع عنه بمقالات ركيكة لا ترتقي إلى مستوى الكلمة أو الخطاب من قبل البعض؛ كذلك هو حال الأردنيين جميعا؛ جباهنا لم تكن يوما محنية إلا لبارئها.
علاقات الأردن كدولة بالأشقاء العرب حتى وإن اختلفنا مع البعض منهم لا تفسد للود قضية؛ فاختلافنا هو من ساعد الصهيونية العالمية متمثلة بإسرائيل لاختراقنا من الداخل قبل الخارج وبث سمومها عن طريق أربابها في المنطقة للقضاء على ما تبقى من النسيج العربي الهش؛ الذي يعمل أتباع الصهيونية على تمزيقه نهائيا حتى تشرع لها الأبواب بشكل أسرع في ظل الخلافات العربية القائمة على الطائفة والعرق.
إن هذا التفكيك هو الخدمة الكبرى للمشروع الصهيوني وضمانة أساسية لاستمرارية "إسرائيل" القائمة على فكرة يهودية الدولة من النيل إلى الفرات في ظل هذه النزاعات .
من وجهة نظري الشخصية فإن قلة الرد على البعض هي رد بحد ذاتها خاصة مع الأشخاص العابرين.
علينا كأردنيين إحترام إرادة شعوب المنطقة وحقها في تقرير النظام السياسي الذي تريده، ومنع أنفسنا من التدخل في الشأن الداخلي لتلك الدول حفاظا على وطننا وشأننا الداخلي من إختراق الآخرين وعدم احترامه.