صفة ذميمة، سوداء، غير مقبولة إنسانيا، محاربة دينيا، غير محببة، الكذب والكاذب مكروه، والحديث بمناسبة «كذبة نيسان» او كما تسمى عالميا خدعة «ابريل» .
اليوم لم يعد الكذب يمشي على تلك الاحبال القصيرة، بل أصبح ينتشر كما الانترنت، بدون أسلاك ولا وصلات، بمعنى آخر « وير ليس»، في زمن التكنولوجيا الحديثة وادواتها وامكانياتها الرهيبة.
«كذب الكتروني»، لعل هذا ما كان ينقصنا لنبرر سلوكيات واخطاء، بعد ان لوثنا «الكذب الابيض»، ولم يعد يجدي نفعا معنا القول بأن «الكذب ملح الرجال .. وسكر النساء».
تعدى الامر لتصبح الكذبة هي أقصر الطرق للوصول والاقتراب، ومن جهة اخرى، الكذب، بات وسيلة لتجنب تبريرات وايضاحات قد يحتاجها منا الاخرون، مما يجعلهم يقررون الاحتفاظ بنا !! والابقاء على علاقتنا معهم! او تركنا باعتبارنا «كذبنا».
الهاتف الذكي، أجج كذبنا، وباعتباره المتهم الاول، وفر جوا ملائما لمن يختار الكذب للتنصل وتبرير التقصير أو الخيانة أو عدم المسؤولية أو الإهمال.
كذبنا ونكذب عندما قررنا ان نجعل هذه المنصات شاشة لتقديم الصورة المثالية «لنا» امام الآخرين.
كذبنا ونكذب اذ اعتقدنا اننا لا نكذب باعتبار «الفضاء» واسع، وسالك ويصلح لان تمر عبره «الكذبات» مهما زاد وزنها وحجمها واثرها على «المكذوب عليهم»!!.
كذبنا ونكذب عندما نستعمل «فلاتر» نغطي بها قبح الكذب ونقدمه على انه حقيقة لربما جميلة.
كذبنا ونكذب عندما نطالب الآخر بما ليس فينا.
كذبنا ونكذب عندما أقنعنا أنفسنا.. أننا نكذب لكي نعيش!!!.
الدستور