حين تأكل زغاليل من مطعم شعبي مشهور , وتستلذ بالطعام وتمارس كل اشكال (الفغم ) و(القرقطه)..يداهمك صديقك باتصال ويسألك..ماذا تفعل ؟ تجيبه: بأنك تأكل (زغاليل)..فيؤكد لك على (شوربة) الزغاليل , ثم يؤكد أهميتها ودورها الناجع والفعال...وينصحك , بشربها دون خبز...حتى تعطي النتائج المرجوه.
وحين تذهب للعطار , حتى يعطيك وصفة شعبية..علها تخفف من تعب (القولون) والالامه التي تداهمك على غفلة..تجد أن العطار ذاته , وضع مع دواء القولون كيسا صغيرا أصفرا فيه أعشاب لاتعرف ما هي..وتسأله فيقول لك: (اغليها ومره وحده ع نفس واحد وادعيلي )..فتحاول أن تسأله وهل لها علاقة في القولون ؟..لكنه يهمس في أذنك , خجلا من الزبائن...وأنت تخجل لكن للعطارين لغة غريبة وعليك أن تجاملهم..وحين تعود إليهم ولو كذبا تقول لهم بأن الوصفة: زبطت.
حتى حين تشتري (الفامودار) دواء الحموضة , وتسأل–من قبيل المعرفة–الصيدلي عن الأعراض الجانبية , يقول لك: لاتستعملوا كثير..وقبل أن يكمل الإجابة تقول له: شكرا عرفت...
حتى في جلسات (الطرنيب) , وحين تكون منتظرا (شايب بستوني)..ومن دون إخطار يبدأ (أبو فلان) بالحديث , عن فوائد (العسل الهندي)..ثم يعرض على اللاعبين إحضار كميات منه للتجربة..وبدلا من إكمال اللعبة , يتقدم كل واحد منا ويفرد خبراته على الطاوبة في هذا المجال , ثم يدور جدل..حاد وينتهي الأمر بموافقة (أبو فلان) على أهمية العسل الهندي...
لو أنفقنا قليلا من وقتنا في قراءة ( تكوين العقل العربي) للجابري أو (طبائع الإستبداد) للكواكبي..قليلا من الوقت الذي أمضيناه في الحديث عن العسل الهندي , ووصفات العطارين...صدقوني أن نصف مشاكلنا على الأقل ستحل ...ولكنه العسل الهندي ؟ ..
الرأي