كلاهما.. الإرهاب والمخدرات عابران للحدود, لكن العلاقة بينهما تتجاوز هذا الوصف الى التمويل والطريف في الأمر أن شيوخ الجهاديين منحوا تعاطيها وترويجها شرعية تحت عنوان أنها ليست من المسكرات .

لا يكاد يمر يوم دون أن تضبط الجمارك ومكافحة المخدرات شحنات من المخدرات ومن شتى الأنواع , فأين يقصد مهربوها تسويقها ومن يقوم بتهريبها ؟.

كان يمكن أن يشكل النفق الذي ضبطته القوات المسلحة أسفل خط التابلاين ممرا مهما , وقد حفر بأيدي جماعات إرهابية تتواجد على الحدود , ومعظم الشحنات المضبوطة يقوم بها مهربون محترفون لصالح جماعات إرهابية تعمل في سوريا وتتمتع بخطوط وثيقة مع ممولين في أوروبا والأسبوع الماضي قال مسؤول أمني رفيع أن تهديد الإرهاب أصبح اليوم مثل بندقية للإيجار بسبب تجفيف مصادر التمويل , البديل تجارة المخدرات للحصول على المال , ومن بين شحنات تم ضبطها وجد أنها تعود لمنظمات إرهابية من بينها حزب إسلامي كبير له مقاتلون في سوريا .

في أوروبا كشفت المداهمات لأوكار بعض التنظيمات الإرهابية عن علاقة وثيقة بين الجهاديين والمخدرات، وقد إتخذوا منها بابا مشروعا لجني ملايين الدولارات بداعي تسليح وتمويل المنظمات وقد كشفت التحقيقات أن منفذ عملية الدهس فى برلين تعاطى الكوكايين كذلك منفذو تفجيرات مطار أورلي بفرنسا.

كثرة عمليات الضبط تعني أن نشاط المهربين في ذروته وفي تزايد , والإصرار رغم الفشل في تهريب كل هذه الملايين من الحبوب تقف خلفه دوافع أكثر من مجرد التجارة ما يؤكد الشكوك التي أسندت بمعلومات موثقة وإعترافات أن التهريب يتم لصالح منظمات إرهابية .

الأردن وبحسب موقعه بين دول الإنتاج وممرات التهريب الفقيرة الى مواقع الاستهلاك الثرية بلد عبور للمخدرات هذا ما تقوله المعايير والدراسات الدولية تبعا لعدد السكان ومعدلات الدخل وغيرها من محفزات الاستهلاك .

التحقيقات أثبتت أن 85 % مما يتم ضبطه معد لإعادة التهريب إلى الخارج لكن إحصاءات مضادة تقول أن عدد الأشخاص المضبوطين بقضايا المخدرات بين اتجار وتعاط بلغ (8945) شخصا في سنة واحدة . فإذا كان معدل السقوط بيد الشرطة يقاس على أساس 1- 3 فهذا يعني أن علينا أن نضاعف العدد 3 مرات وهكذا , فإن صح هذا المثال فإننا لم نعد دولة ممر .

30% من المتعاطين يحصلون على المخدرات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعلى طريقة رسائل الإرهابيين يستخدمون رموزاً مشفرة لتأمين احتياجاتهم من المخدرات .

الرأي