عند النظر في تاريخ الأنبياء بل حتى التاريخ البشري نجد أن أهل الباطل كلما حاصرهم الحق راحوا باتجاه كيل التهم واختراع كلمات التعيير .
قالوا عن نوح عليه السلام مجنون لأنه يصنع سفينة من خشب في الصحراء " ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه " !! وقالوا عن إبراهيم عليه السلام أنه مخرب لأنه كسر الأصنام بالحجة قبل الفأس " قالوا من فعل هذا بإلهتنا " !! قالوا عن يوسف عليه السلام انه مريد للفحش " ما جزاء من أراد بأهلك سوءا" !! " قالوا عن موسى عليه السلام مفسد محرف للدين" انه يريد ان يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد " !! قالوا عن عيسى عليه السلام أنه ابن فحش " لقد جئت شيئا" فريا" !! قالوا عن محمد عليه السلام مجنون وساحر وكاهن وضال وغاو " ما ضل صاحبكم وما غوى " !! .
ويستمر قول المنحرفين في كل زمان ومكان ضد أهل الحق ، لأن كيل التهم جزء من صراع الحق مع الباطل ، وهذه التهم دليل على استمرار إفلاس الباطل وأهله لأن من يمتلك الحجة لا يلجأ إلى الشتائم والتشدق برشق الاتهامات هنا وهناك .
وفي عصرنا يشتد صراع الحق مع الباطل في حلبات المواجهة فتحضر الأدوات بثوب جديد : إرهابيون ، متزمتون ، رجعيون ، متخلفون ، دعاة العصور الوسطى ، عثمانيون ، تكفيريون ، داعشيون .....
من حيث المبدأ نحن ضد كل تكفيري للمؤمنين ، ونحن أول من استنكر داعش ، لكننا نتساءل : من صنع داعش ؟ من صنع القاعدة ؟ من مولهم ؟ من استخدمهم ؟ من سهل تحركهم؟ واذا كنا نتحدث عن القتلة فمن الذي قام بالحرب العالمية الأولى ؟ من أشعل الحرب العالمية الثانية ؟ من قتل أكثر من خمسين مليون إنسان في تلك الحرب ؟ من قذف القنابل النووية ؟ من قتل أكثر من عشرة ملايين في الجزائر ؟ من قتل ملايين المسلمين في سيبيريا والفلبين ومينمار ؟ من صنع المافيا ؟ من أنشأ الجيش الجمهوري الايرلندي؟ من أنشأ منظمة ايتا ؟ من أقام الهولوكوست؟ من أوجد الصراع العربي الإسرائيلي ؟ من هي الدول الاستعمارية ؟ من قتل الملايين في أفغانستان من بداية القرن العشرين والى اليوم ؟ من قتل ثلاثة ملايين فيتنامي ؟ هل نحن من زحف باتجاه مملكة ريتشارد قلب الأسد ؟ من سخر بالأنبياء في الدانمارك ؟ في اي مكان أرادوا حرق المصحف ؟ من صنع الأفلام التي زورت وضللت في حقائق التاريخ؟
من زور الانتخابات؟ من هم الفاسدون الذين انتفخت جيوبهم بالحرام؟ من هم الذين تذرعوا بالنضال فحاربوا أوطانهم ؟ من الذي علق صور لينين على أبواب المساجد محتفلا" بعيد ميلاده؟ من هم الانتهازيون الذي مثلوا أدوار النضال والكفاح والجماهيرية وإذ بهم في أحضان من يدفع ؟ .
كذبة كبيرة يتحدثون عنها تحت عنوان العثمانيين الجدد!! فليس ثمة عثمانيين الا داخل تركيا ، أما تلبيس الطواقي واختراع الأوهام للتضليل الإعلامي فليس بشيء أمام الحقائق الواقعية والتاريخية. من المسؤول عما نحن فيه ؟ من حقق الهزائم ؟ من أغرق الصهاينة في البحر وجوع السمك ؟ يحيا الأردن وتحيا مصر وكل بلداننا التي نحب ونتمنى زوال الانتهازيين الذين لا نفتري يوم نصفهم بذلك لأن انتهازيتهم يعرفونها هم أنفسهم ويعرفها القاصي والداني.