خرج ترامب يوم الخميس الماضي من أوهايو بخطاب تضمن تصريحاً إستغربه معظم المتابعين للشأن السوري و ذلك لإعلانه قرار الخروج من سوريا ! ، و بالطبع تبع هذا القرار الكثير من مقالات الاستهجان و الاستغراب و التلميح لقراراته الهوجاء و حول شخصيته السياسية المثيرة للجدل و ما جاء بعدها من تصريح مغاير من مصدر في البنتاغون ، و على ما يبدو أننا نغفل جوانب مهمة في التحليل السياسي المتعلق به ، حيث أنه في الواقع رجل الصفقات الإقتصادية الثري و المعروف عدا عن كونه له باع في مجال الترفيه الرياضي و الرئيس المنتخب من الشعب الأمريكي و لذلك وراء الأكمة ما وراءها .
نعم فعلى ما يبدو أن هنالك صفقة قد تم عقدها في الخفاء حيث أن تصريحه الأخير عن الخروج من سوريا قد يكون لها علاقة وثيقة عن ما يؤرق الخليج العربي و على وجه الخصوص ما تعرضت و ما قد تتعرض له المملكة العربية السعودية من هجمات صاروخية مؤخراً من الحوثيين في اليمن إن استمر الدعم الإيراني لهم و ارتباط الخروج (الصفقة) التي ربما قد عقدها رجل الأعمال الثري الذي وصل إلى سدة الرئاسة ليس عبثاً ، فالاستخفاف به ليس بمكان فهو الذي كان واضحاً في سياسته الخارجية صراحة و عمل لمصلحة بلاده و حليفتها إسرائيل دون خوف أو تراجع في المواقف و على ما يبدو أنه لا يريد من تفاقم التهديد اليمني للسعودية حفاظاً على العلاقة التاريخية التي ربطت بلديهما رغم الانحياز الواضح لاسرائيل و دعماً لسياسة ونهج المملكة العربية السعودية الجديد الذي تم العمل به منذ شهور و أن الوضع الأمني يستدعي تدارك ما لا يحمد عقباه إن لم يتم كبح جماح إيران عبر حليفتها روسيا عبر ترك الساحة لها في سوريا مقابل الوصول إلى حل قريب فيما يخص المعضلة اليمنية و كذلك ما تم إثارته مؤخراً حول تعليق مائتي مليون دولار تم رصدها لإعادة إعمار سوريا .
فيما تقدم فإن قرار ترامب يخلو من البراءة بمكان فيما يتعلق بقراراته و تصريحاته ، و هو الوجه الفعلي للعم سام الذي يعمل لمصلحة الولايات المتحدة في تحسين اقتصادها و عقد صفقات ترسخ علاقات و سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية على المشهد في الشرق الأوسط و العالم أجمع دون كلل أو وجل .